القاهرة ـــ محمد محمود
يعيش فنّانو القاهرة في حالة دفاعيّة، بعد اقتحام زملائهم العرب المشهد الدرامي المصري. لكن مهلاً، المشاكل بدأت تلاحق زوار بيروت ودمشق. اسألوا أول «الضحايا»، هيفا وجمال سليمان

فيما تعلو أصوات الفنانين المصريين احتجاجاً على اقتحام الممثلين العرب المشهد الدرامي في القاهرة، فوجئ المنتجون بأن الزوار الآتين من بيروت ودمشق يواجهون أزمات قد تعيق انتشارهم إلى حدّ ما. وقد شكّل توقيع هيفا وهبي عقداً سينمائياً مع المنتج محمد السبكي مقابل مبلغ ضخم، لم تحصل عليه أي ممثلة مصرية من قبل، بداية لجولة جديدة من الصراع بين الضيوف وأهل الدار. في القاهرة، تفرض طبيعة الوسط الفني تقارباً للأجور طالما أن المسألة لا تتعلّق بعادل إمام أو محمد سعد على سبيل المثال. كما جرت العادة أن تعمد كل فنانة، تسجّل نجاحاً في فيلم جديد، على زيادة أجرها، وهو ما حصل العام الماضي مع منّة شلبي وياسمين عبد العزيز ومي عز الدين، علماً بأن سقف أجر الفنانات لم يصل بعد إلى 750 ألف جنيه عن الفيلم الواحد. لذا، جاءت ردة فعل هؤلاء متوقعة، بعدما تردد أن هيفا ستتقاضى على فيلمها الأول ثلاثة ملايين جنيه. إلا أن هذا الرقم يبدو منطقياً لأن السبكي يضمن استعادة كل المصاريف بعد بيع حقوق الفيلم للفضائيات، ناهيك عن إيرادات شباك التذاكر في مصر والدول العربية... بعيداً من الأرقام، يبدو أن «وجع القلب» سيطارد المنتجين الذين قرروا التعامل مع الأجانب. والبداية عند هيفا طبعاً... عدا المطالبة بالمساواة في الأجر، يواجه فيلم السبكي أزمات عدة: إذ يجد صعوبة في اختيار ممثلة معروفة توافق على أداء دور ثانوي كصديقة هيفا مثلاً، وهو ما ينطبق أيضاً على اسم البطل الذي سيشارك في الفيلم. وفي حين رشحت صاحبة «بوس الواوا» كريم عبد العزيز وأحمد حلمي، وهما من النجوم الأكثر شعبية في السينما المصرية حالياً، ومن عمر هيفا تقريباً، اعتذر عبد العزيز بهدوء. أما أحمد حلمي فكان ردّ فعله عنيفاً، إذ أرسل إلى المغنية اللبنانية رسالة عبر المحمول، أكد فيها أنه هو الذي يرشح الفنانات لمشاركته أفلامه، وأنه لم يتصور أن تنقلب الآية بهذه السرعة.
من جهة ثانية، قرر عمرو دياب مساندة ولاد البلد في محنتهم. وعندما قصدت هيفا حفلته الأخيرة ليلة عيد الحب، خطفت الأنظار وجذبت الجمهور إليها. وهو ما أثار حفيظة دياب الذي علّق على طلب أحد الحاضرين بمشاركة هيفا الغناء: «مين هيفا؟ هيفا تغني... لا لا ... ترقص ماشي». وما كان من المغنية إلا أن غادرت القاعة غاضبة، متوجهة إلى حفلة محمد حماقي.
وفي حين يبقى البحث عن بطل للفيلم الذي لا يزال في مرحلة الكتابة، مستمراً، تتسابق هيفا مع الزمن: عليها البدء في التصوير خلال الشهر الجاري حتى تستطيع دخول المنافسة في الصيف، موسم اللعب مع الكبار.
من جهتها، تصدت إلهام شاهين لانتشار جمال سليمان في السوق المصرية، عندما رفضت شرطه غير المتوقع بأن يتصدر اسمه تتر فيلم «خلطة فوزية». وقالت الممثلة المصرية إن دور زميلها السوري في العمل الذي تسعى إلى تقديمه منذ سنوات ليس رئيسياً وإن كان محركاً للأحداث، «لذا، ليس منطقياً أن يقدم نفسه كبطل أول للفيلم أمام نجمة لها مشوار سينمائي طويل». وفي حين بدأ البحث عن ممثل آخر، ردد بعضهم أن سليمان تعمّد تقديم طلبات تعجيزية حتّى يقلل من سيل العروض التي تنهال عليه في شكل غير مسبوق. والدليل أنه رفع أجره إلى ثلاثة ملايين جنيه عن المسلسل الواحد، بعدما تقاضى عن «حدائق الشيطان» أقل من مليون جنيه. وهو، بهذا الرقم، ينافس يحيى الفخراني ونور الشريف، علماً بأنه مرتبط بمسلسل وفيلم سينمائي مع شركة «الجابري». لذا، لن يتحول الأجر إلى واقــــــع ملموس إلا عـــــــندما يوقّع عقد عمل فني جديد بعد رمضان المقبل.
في الوقت نفسه، بدأت المشاكل تلاحق اللبنانية دوللي شاهين. بعدما قدمت نفسها للصحافة على أنها بطلة الفيلم، ووافقت على أجر قدره 120 ألف جنيه، فوجئت بأن البطلة الثانية في العمل، بعد شريف منير، ستكون السورية جومانا مراد التي تقاضت 200 ألف جنيه مقابل دورها. وبعدما قرر المنتج وضع اسم مراد ثانياً بعد منير، فكّرت دوللي في الانسحاب. وتحاول شركة الإنتاج البحث عن حل وسط، فيما التصوير مستمر على رغم الخلافات.