ليال حداد
لا يخجل أبو أحمد من التصريح بأنه يبحث عن عروس “عمري سبعين سنة ولكن قلبي وروحي في العشرين”. أبو أحمد الذي تزوج حتى الآن تسع مرات يبحث حالياً عن عروس “عشرينية أو ثلاثينية”، أما طريقة إيجادها فسهلة: أبو أحمد سائق سيارة أجرة في منطقة الجديدة في المتن وزوجاته التسع السابقات تعرّف بهن في سيارته. يعتمد أبو أحمد طريقة خاصة في التعامل مع الركاب، ويرفض أن يجلس شاب أو رجل في المقعد الأمامي، ويشرح سبب ذلك كالآتي: “هذا المقعد مخصص للجنس اللطيف وإلا كيف سأتمكن من التعرف بعروس المستقبل؟”. أما الركاب الذكور فباتوا يعرفون القاعدة فلا يجرؤ أحدهم على الجلوس في المقعد الأمامي وإلا انتهره أبو أحمد وأرجعه الى الخلف: “ويلّي مش عاجبو ما يطلع معي”.
لا تنتهي القصص والروايات التي يتذكرها هذا السائق السبعيني والتي عايشها منذ أكثر من ثلاثين سنة في هذه المهنة: “أول زوجة لي تعرّفت بها في ساحة البرج، كانت تنتظر سيارة أجرة لنقلها الى بيتها في مار الياس”. يصمت برهة محاولاً تذكر بقية التفاصيل: “فتحت الباب الخلفي للسيارة فقلت لها بأني لا أقبل بجلوس السيدات الجميلات في المقعد الخلفي وهكذا تعرفت بها وصار نصيب”.
منذ ذلك اليوم قرر أبو أحمد أن يمنع جلوس السيدات في الخلف لأنه بذلك قد يفوّت على نفسه إمكانية التعرف بهن. أما بقية زيجاته فكانت مشابهة، وآخرها كانت عام 2004 وانتهت منذ شهرين: “أنا هلق تحت نصيبي”.
لم يقصّر أبو أحمد مع أي من زوجاته حسب قوله: “على العكس عاملتهن بطريقة جيدة جداً ووفّرت لهن كل متطلباتهن وعند الطلاق دفعت لكل واحدة مبلغاً كبيراً”.
يرفض أبو أحمد اتهامه بالتحرش براكباته: “أنا أقول لها في البداية أهلاً بالدوموازيل الحلوة، فإذا تجاوبت معي أكملت غزلي، وإن لم تفعل أصمت، وإذا أبدت إحدى الآنسات انزعاجها من أي كلمة قلتها أعتذر منها فوراً”. ويكمل بغضب ظاهر: “عيب هالحكي أنا لا أضايق أحداً، لديّ بنات وأخاف عليهن، فكيف لا أخاف على بنات العالم؟”.
أما زيجاته المتعددة فسببها بسيط بنظره: “أنا قلبي نقال وبحب الحلوين ولا يمكنني الصمود مع امرأة أكثر من خمس سنوات في أقصى حدّ”. ويعترف بأن ذلك خطأ منه ولكن: “هذه طبيعتي ولا أستطيع تغييرها”.
وفي مخيلة السائق العجوز خطط كثيرة لإغراء السيدات ويقول “أولاً أنا رجل مهضوم وهذه ميزة لا تستطيع السيدات مقاومتها”، يضحك ويكمل: “ثم ان أوضاعي المادية جيّدة، وأنا رجل جميل على الرغم من “الوجبة”، حنون، يحب الحياة...، ولا تنتهي اللائحة التي يستعرضها أبو أحمد كمن يقوم بالتسويق لمنتج ما.
على رغم عيوبه التي لا يخفيها يبقى أبو أحمد سائق الأجرة الذي يبحث معظم الشباب والشابات عنه عند خروجهم من الجامعة بسبب بساطته ومرحه.