فاطمة داوود
رامي عياّش لم يعد يكترث لانتقادات الصحافةألبومه يحقق النجاح، جولته المغاربية على وشك الانطلاق، أغنيته عن ملحم بركات باتت جاهزة، و... دعم خاصّ يصل من واشنطن قريباً!

لم يعد رامي عياش يهتم كثيراً بلقب الـ“بوب ستار”. هذا ما حاول مراراً تأكيده في لقائه مع “الأخبار”. بعد نجاحه في أغاني البوب، اصطفى أغنية كلاسيكية هادئة. لكن ألم يجد مجازفة في اختياره هذا؟ يجيب بثقة: “خلال فترة التسجيل والتوزيع، كنت أدرك تماماً أنني سأقدّم عملاً جديداً على أكثر من صعيد. لقد مضى زمن طويل، لم يهتم فيه أحد بهذا النوع من الأعمال الكلاسيكية. ولا أخفي عليك أنّني توقعت حصد النجاح سلفاً. أغدق عليّ عدد من الفنانين الثناء، وفي مقدّمهم ماجدة الرومي التي أعجبت بالكلمات والألحان. وتمنّت أن أنقل المقطع الإيقاعي الأخير الى مقدمة الأغنية”.
لا يجد عيّاش مبالغة في تصنيف “حبيتك أنا” مدرسةً فنيةً متكاملة العناصر، “من الأداء إلى الآلات الموسيقية وعدد العازفين الكبير، وتنوّع المقامات التي تتضمّنها... تبدأ الأغنية بقرار القرار وتنتهي بجواب الجواب، أي بآخر نوتة موسيقية”. ويضيف بحماسة: “أتعلمين أنّ مقطع “لوين عم تاخد عمري منّي، أنا كيف من بعدك فيي غنّي”، أجمل ما غنّيت وما سأغني لاحقاً؟”. من هنا، يؤكد أنّ ابتعاده عن لقب “بوب ستار” يعود إلى التنوّع الذي يصطفيه في أعماله، “قدّمت ألواناً عدة مثل “خللي عندك دم” و“عيني على الغرام” و“بنت الجيران”...
إلا أن عيّاش لم يقرأ الانتقادات التي وجهها بعض الصحافيين لكليب “حبيتك أنا”. ويؤكد: “كان يستحيل التعبير عن الأغنية بشكل مغاير لذلك الذي قدمته كارولين لبكي. وإن انتقد صحافيون بعض المشاهد، فهذا طبيعي. إذ لا يمكن إرضاء جميع الأذواق”. لكن ما الداعي لتكرار مشهد الركض في الشوارع الذي قدّمه سابقاً في كليب “خلّيني معاك” مع المخرج سعيد الماروق؟ يجيب بابتسامة صفراء: “على الأقل لم أقلّد فناناً آخر... ما المشكلة في ذلك إن كان يخدم مصلحة الأغنية، علماً بأن مشهد الركض ملائم لكليب “حبيتك أنا” أكثر من “خليّني معك””.
عكس الفيديو كليب الأخير ملامح جديدة في شخصية عيّاش، فكيف تجرّأ مثلاً على الرقص على رغم انتقاده مراراً لرقص الرجل الشرقي؟ يوضح: “اليوم، حتى المطربون الكبار “ينطنطون” على خشبة المسرح مجاراةً للموضة. وأنا في النهاية قدّمت الرقص الكلاسيكي”.
على الصعيد الشخصي، لا يندم المغني اللبناني على أي من المسائل التي شغلت الصحافة سابقاً. حتى بالنسبة إلى إثارة مسألة مرضه، “لم يكن لي أي دور مباشر في تلك الضجة. هناك من تحدّث عن القصة من دون مراجعتي، وهناك من ألّف لجنة خاصة لمحاربتي وتشويه صورتي. ولأنه رُبّ ضارة نافعة، فقد مثّلت هذه الأزمة فرصة حتى أميّز بين أعدائي وأصدقائي”.
بعد انتهاء عقده الإنتاجي مع “روتانا”، يجري عيّاش اليوم مفاوضات للتوصل الى اتفاق يرضي الطرفين، ويقول: “وقعت عقدي مع “روتانا” لخمس سنوات، وقد مضت سبع سنوات على بدء التعاون، ما يدلّ على العلاقة الطيبة التي تجمعنا، على رغم المناوشات التي تناقلتها وسائل الإعلام. لو وددت مغادرة “روتانا” بسبب عروض أفضل لفعلت ذلك، بعدما تلقيت دعوات من جميع شركات الإنتاج العربية، من “غود نيوز” إلى “عالم الفن”... كل ما أريده تغيير بعض بنود العقد الخاصة بميزانية إنتاج الألبوم وتصوير الفيديو كليبات. دفعت الكثير من المال على إنتاجي، ربما يوازي ضعف ما رصدته “روتانا” لي أو أكثر. وأنا أتحدّى الشركة إن كانت خصصّت لزملائي ميزانية كالتي صرفتُها من جيبي على أعمالي”.
وماذا عن علاقته اليوم بـ LBC؟ يجيب: “بات هناك احترام متبادل بين الطرفين، بعد فترة طويلة من محاربتي من أشخاص فقدوا نفوذهم في الإدارة”. هل يقصد بكلامه سيمون أسمر. ولماذا اتهمه في برنامج “مع حبي” بأنه يعاني عقدة رامي عيّاش؟ يجيب بهدوء: “أنا لم أتطرّق الى اسم سيمون أسمر إلاّ بعدما سألني أحدهم عن الموضوع. خرجتُ عن صمتي بعدما وجّه إليّ الشتائم بطريقة لا تليق بمكانته وخبرته... أراد محاربتي على رغم أنني خرجت من مكتب “استوديو الفن” بهدوء كي لا أثير المشاكل مع أحد”.
يعترف رامي بأنّه استفاد كثيراً من خبرات ملحم بركات من دون أن يدري، كذلك عبد الحليم حافظ ووديع الصافي. ويشير إلى أنّ بركات عرض عليه التعاون مراراً، بعد “بغنيلا وبدقلا”، لكن الاتفاق لم يتمّ بعد. وانتهى رامي أخيراً من كتابة وتلحين أغنية بعنوان “يا قلبي”، سيهديها إلى بركات. ومن المتوقّع أن يقدّم ألحاناً لكل من يارا وملحم زين وشيرين عبد الوهاب. أما الخطوة الجديدة التي يقدم عليها فهي دويتو مع مغنّ أميركي عالمي، يتحّفظ على ذكر اسمه الآن، وستصَّور الأغنية على طريقة الفيديو كليب قريباً. وهو يستعد لإقامة حفلات في تونس والمغرب، إضافة إلى مهرجان “قرطاج” الذي يغني على خشـــــــبته للمرة الثانية في الصيف المقبل.