خالد صاغيّة
لم يمضِ وقت طويل على خروج الجيش السوري من لبنان. لم يمضِ وقت طويل على ارتفاع شعارات الحرية والسيادة والاستقلال. لم يمضِ وقت طويل على إجراء انتخابات نيابية «حرّة»، وعلى ولادة «حكومة الاستقلال الثاني». لم يمضِ وقت طويل على الزهو الذي توهّمه لبنانيون عديدون بأنّ قرار بلادهم أصبح بأيديهم...
لم يمضِ وقت طويل على هذا كلّه. ورغم ذلك، فإنّ 60 % من اللبنانيّين يعتقدون اليوم أنّ قرار الحلّ للأزمة السياسية الحالية هو قرار خارجيّ، قرار بيد الخارج. هذا ما جاء في الاستطلاع الأخير الذي أجراه مركز بيروت للأبحاث والمعلومات (راجع «الأخبار» عدد الأمس). ومع ذلك، لا يزال المواطن اللبناني متمسّكاً بشعارات السيادة، وبولاءات متينة لزعمائه العاجزين.
يذهب هذا المواطن أبعد من ذلك. فيدخل في لعبة تصنيف التدخّلات الخارجية. هذه التدخّلات التي تكفّ عن كونها خرقاً للسيادة، فتصبح عملاً صادقاً لإيجاد حلّ للأزمة. الشرط الوحيد أن يكون المتدخّل من طائفة المواطن الذي يتمّ التدخّل من أجله. هكذا يرى 60 % مـــن السنّة أنّ السعودية هي التي تعــمل بصــدق على إيجاد حلّ للأزمة، فيما يعتقد 43 % من الشيعة أنّ إيران هي التي تعمل بصدق على إيجاد حلّ للأزمة.
وحدهم المسيحيّون، لدى سؤالهم عن الجهة الخارجية التي تعمل بصدق من أجل حلّ، يجيب أكثر من نصفهم «لا أعلم»... يا لِيُتْم هذه الطائفة!