باسم الحكيم
ورد الخال تعود إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب 3سنوات. لكن الممثلة التي دخلت أخيراً عالم الإنتاج، لم تعد تحلم بالأعمال الاستعراضية. رهانها اليوم النهوض بالدراما اللبنانيّة ومنافسة الإنتاج العربي... من بيروت

منذ انتهاء عرض حلقات الكوميديا المحليّة “المحتالة”، لم تطل ورد الخال في أي عمل درامي. غابت لمدة طويلة عن الشاشة الصغيرة على رغم تصويرها مسلسلين: “الينابيع” من كتابة رينيه فرنكودس وإخراج كارولين ميلان في الصيف قبل الماضي، والـ “سيت كوم” الكوميدي “أوتيل باراديسو” للمخرج يوسف الخوري وإنتاج شركة “سيدر أوف أريبيا”. إضافة إلى استضافتها في إحدى حلقات “فرن الصبايا دوت كوم” للكاتبين الشابين نبيل عسّاف وجيسكار لحّود وإخراج زياد لحّود.
“أل بي سي” أجلّت عرض مسلسل “الينابيع” بعدما اشترت حقوق عرضه من شركة “خيال” التي أسّستها الخال مع شقيقها يوسف. كذلك الحال بالنسبة إلى “فرن الصبايا” الذي تولت تنفيذ إنتاجه شركة “نيولوك بروداكشن”، أما “أوتيل باراديسو” فلم يجد بعد طريقه إلى العرض بعد الانتهاء من تصويره وتأجيل مونتاج ما تبقى من حلقاته... لكن الممثلة اللبنانية لم تنتظر عرض أعمالها المؤجلة، وها هي تطل مساء كل أربعاء على شاشة “نيو تي في”، في مسلسل “امرأة من ضياع” من كتابة شكري أنيس فاخوري وإخراج إيلي فغالي الذي يواصل التصوير أثناء العرض.
في لقائها مع “الأخبار”، لم تخفِ ورد لهفتها وحماستها لمعرفة رد فعل الجمهور على دوريها في “امرأة من ضياع” و“الينابيع”، لا سيّما أن “الشخصيتين لا تتشابهان شكلاً، لكنهما تتقاطعان في التفاصيل. ويبدو التشابه في تفاعلهما مع الواقع المرير الذي تعيشانه. لذا، تراهما تقرران تغيير مصيرهما بهدف الانتقام لمأساتهما”.
وتشرح بحماسة: “عليا في “الينابيع” شخصيّة بسيطة. لكن معاناتها مع الرجل، حوّلتها إلى امرأة مستبدّة، تحمل الشر والحقد في نفسها. كذلك نور، بطلة “امرأة من ضياع”، تتحوّل إلى إنسان آخر، بهدف الانتقام من واقعها”. وتلتقي الشخصيتان في أن “الأولوية في حياتهما هي للابن الذي تكرس كل منهما حياتها له”.
وتتحدث الخال بإسهاب عن نور في “امرأة من ضياع”، فتقول: “تجمعها قصّة حب مثاليّة مع زياد الذي تراه بقعة الضوء في حياتها. كيف لا وهو الرجل الذي يقف إلى جانبها من دون غاية أو مصلحة”. وتشير إلى أن المسلسل يروي قصة كفاح امرأة فقيرة في عالم الجشع والطمع، ناقلاً ما تتعرض له من إغراءات وصعوبات. ويصوّر جانباً من المجتمع المخملي الذي فاز بثروته بين ليلة وضحاها”، معتبرة أن “نور تدرك ما يخطط لها، فهي ليست ساذجة ولا منكسرة بل قويّة وعصاميّة، وستظل صامدة حتى تدق ساعة الحقيقة”.
بعد أكثر من عامين على تصوير “الينابيع”، إلى متى ستبقى مشاريع شركة “خيال” مجمدة؟ تجيب: “الخطوة التالية ستكون تنفيذ مسلسل “الطائر المكسور” الذي كتبته والدتي مهى بيرقدار الخال في عشرين حلقة. ويرصد العمل حياة اللبنانيين بعد الحرب الأهلية، مصوّراً تأثيراتها في المواطن ومعيشته وعمله، وعلاقات الناس في ما بينهم، إضافة إلى انعكاساتها على الفن وأهله”. وفيما تؤكد أن “النص حصد إعجاب جهات عدّة”، لم تقرر بعد هوية مموّل المشروع: إحدى الشركات العربية أم LBC.
وتراهن الخال على نجاح “الينابيع” الذي لاقى اهتماماً من القيمين على الدراما في “المؤسسة اللبنانية للإرسال”، “وهذا يعطي شركتنا دعماً، من أجل تنفيذ أعمال أخرى. وهناك نص كوميدي بعنوان “غرام تي في” قدمناه إلى المحطة، لكن “أل بي سي” أجّلت البتّ بمصيره بسبب حرب تمّوز”.
وفي عز الانهماكات الدراميّة، أين بات اليوم حلم الاستعراض؟ يبدو أن ورد تخلت عن هذا الحلم، “أبحث عن أي دور جديد ومختلف قد يضيف إليّ. وأحلم بالعمل مع كتّاب أفتخر بكونهم من بلدي”، معربة عن سعادتها بما هي عليه اليوم، “ولا أريد أن أخطو خطوات كبيرة، خشية أن يخيب أملي فيما بعد”.
من هنا، تنتقد أولئك الذين يفاخرون بالعروض المصريّة، وتطرح سؤالاً عن “جدوى إقناع الغريب بموهبتهم، إذا لم يقنعوا أولاً أهل بلدهم بها. لبنان يهمني بالدرجة الأولى”. وتؤكّد أنها رفضت أكثر من عمل سوري وأردني، “لأنه لم يكن على مستوى طموحي”، وترفض أن تكون مساندة لأي ممثلة أخرى، “لأنني ببساطة أمثّل أفضل منها باعتراف الجميع”. وتؤكد بصوت عال: “علينا النهوض بالمسلسلات اللبنانية والبحث عن مكانة لها تحت الشمس”.
أخيراً، وبعدما شهدت الدراما المحلية موجة نزوح الممثلات نحو الكتابة، هل تجد الخال نفسها كاتبة سيناريو؟ تبدو قاطعة في إجابتها: “أبداً، وإن كنت أشجّع أصحاب المواهب... الإخراج هاجسي. وأتحسّر على أنني لم أدرس الإخراج بدل الإعلانات والتسويق”.