تستكمل قناة “الحرّة” سياسة التغيير التي بدأتها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بعد مغادرة مدير الأخبار في القناة موفّق حرب، ليتولى مهماته الأميركي لاري ريجيسبر. ويبدو أن القناة تخطط لارتداء حلّة القناة الأخباريّة، بعدما حرصت منذ بداياتها على التنويع وإعطاء البرامج الرياضيّة والفنيّة والسينمائيّة مساحة لا بأس بها، بموازاة الأخبار والبرامج السياسيّة. ويؤكد المصدر أن السياسة الجديدة ستطال بعض المقدمين اللبنانيين وبرامجهم، خصوصاً أن القناة تفكّر في إعطاء أولوية للخبر الآتي من الدول العربية الأخرى على حساب الحدث اللبناني. ويشير إلى أن هناك من يحاول بسط سيطرة الطاقات العربيّة الوافدة من اليمن والسودان ومصر وفلسطين، بعدما استأثر عدد من اللبنانيين بالمشهد لفترة طويلة.
وبعدما كانت بولا يعقوبيان تعدّ لبرنامج جديد منذ أكثر من ثلاثة أشهر، كشفت في اتصال مع “الأخبار” أنّ “البرنامج لم ولن يبصر النور. إذ أدرس عروضاً من قنوات محليّة وعربيّة، وسأبدي موافقتي على أحدها فور انتهاء الأسابيع الأربعة، وهي مهلة الإنذار التي أعطيتها للقناة”. وتبدو يعقوبيان مستاءة من تأجيل عرض برنامجها الجديد، والتحجج بأسباب تقنيّة لعدم عرض حلقة خاصة استضافت فيها أخيراً الوزير اللبناني السابق سليمان فرنجيّة... كل ذلك جعلها تحسم أمرها، وتقدّم استقالتها. من جهتها، آثرت هيام أبو شديد عدم تحديد موعد لبدء عرض برنامجها الجديد. وكانت قد أعلنت قبل مدة أن برنامجها سيتناول القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة الراهنة ويواكب الحدث اللبناني أساساً. أما اليوم، فتقول: “انتهى عقد العمل بيني وبين القناة، وبالتالي أنا حرّة من الحرّة”. وتأمل أبو شديد في أن تجدد عقدها في شهر أيّار (مايو) المقبل”، مشيرة إلى أنّ “القناة بدأت إعادة حلقات من برنامجها “أحلى مع هيام” منذ 3 أسابيع”.
وكيف انعكست التغييرات على زياد نجيم؟ استبعد صاحب “الشاطر يحكي” وجود فيتو في القناة على الإعلاميين اللبنانيين، “لأنني كنت حاضراً يومياً على الشاشة خلال حرب تموز”. لكنه أشار إلى أن الإدارة طلبت منه أخيراً تحويل برنامجه الأسبوعي “برنامج خاص” إلى نصف شهري. في المقابل، لم يتأثّر برنامج جوزف عيساوي “قريب جداً” بالتغييرات الحاصلة، بل يتجه نحو مزيد من التوسّع، “البرنامج يصوّر حاليّاً في استديو خاص، بعدما كان يصوّر في أماكن مفتوحة. وقد ارتفعت نسبة مشاهديه في الفترة الأخيرة، وهو مستمر في مواعيده المعتادة”، مؤكداً أن “عقده يتجدد سنويّاً تلقائيّاً، وأنا مستمر بالإعداد لعشرات الحلقات في الفترة المقبلة”.
من جهته، قال موفّق حرب الذي تأجّلت الموافقة على استقالته لسنة ونصف “ما زلت مؤمناً بالمشروع الذي قامت من أجله القناة والمتمثل بنشر الحرية والديموقراطيّة في العالم من خلال تقديم معلومات موثوقة وموضوعيّة... لست نادماً على أي شيء قمت به في “الحرّة” و“راديو سوا”. أما بالنسبة إلى أسباب استقالته، فقال: “أمضيت خمس سنوات في أميركا، وقرّرت اليوم أن أنصرف إلى عملي الخاص، وأستقر مع عائلتي في لبنان”.
باسم...