على مرّ السنوات، تميّز “مهرجان البستان للموسيقى” عن باقي المواعيد اللبنانيّة، بإفراده مساحةً واسعةً للحضور اللبناني في مجال الموسيقية الكلاسيكية تحديداً. يعود ذلك الى أسباب عدة. أولاً، في ما يخص الحفلات التي تحتاج إلى أوركسترا، من الصعب والمكلف الاتيان بأوركسترا سيمفونية (تضم عادة أكثر من 80 عازفاً) من الخارج. لذا نرى أنّ الأوركسترا السيمفونية الوطنية اللبنانية تشارك في المهرجان منذ العام 2000 (باستثناء العام 2002) ويتوالى على قيادتها أجانب من بلدان مختلفة. هكذا، تقتصر الدعوة على أجنبي واحد يتولّى قيادتها. ووقع الاختيار هذه السنة على الإسباني إدمون كولومير والروسي غيراسيم فورونكوف. ونشهد هذا الموسم مشاركة فاعلة من جوقة جامعة “سيدة اللويزة” بقيادة الأب خليل رحمة.من جهة أخرى، دأب المهرجان على جعل التكريم محطة ثابتة في برنامجه، يتجلّى في ابراز المواهب اللبنانية التي تعيش في الخارج فيقدم لنا تارةً موسيقياً بات عالمياً وتارةً أخرى موهبةً مغمورة ما زالت في بداية مسيرتها كعازف البيانو الشاب الاكوادوري من أصل لبناني سمير الغول (1977) الذي لم يصدر بعد أسطوانات خاصة به، وهو يطل للمرة الأولى على الجمهور اللبناني. كما يتحضّر هذه السنة لاصدار باكورة تسجيلاته لأعمال خاصة بآلة البيانو. أما بالنسبة إلى “فرقة غيتارات الأرز” فمشاركتها في المهرجان هذه السنة أتت بمقتضى الحال بسبب الارتباط الوثيق بآلة الغيتار بإسبانيا الضيفة التي يتمحور حولها الجزء الأكبر من برنامج البستان.