ربيع مطر
تعرض قناة “المستقبل” مساء غد حلقة “الفرصة الأخيرة” من “سوبر ستار 4”. البرنامج الذي شغل الدنيا وملأ الناس، يواجه اليوم تحديات عدة. هل ضجر المشاهد العربي من برامج النجوم؟ أم هو التكرار الذي تفرضه شروط اللعبة؟ أسئلة برسم مراحل التصفيات...

لم تعد برامج “اكتشاف النجوم” تجذب المشاهدين كما كانت تفعل في السابق. هذا على الأقلّ ما يبدو واضحاً من تفاعل الجمهور هذا العام مع “ستار أكاديمي” و“سوبر ستار”. وفيما شارفت الدورة الرابعة من “ستار أكاديمي” على النهاية، لم تحتدم المنافسة بعد بين مشتركي “سوبر ستار 4”. مساء غد، تعرض “المستقبل” حلقة “الفرصة الأخيرة” من برنامج المنوعات الشهير. وفيما كان متوقعاً أن يخفت بريق برامج “اكتشاف النجوم” مع الوقت، لم يستطع “سوبر ستار” حتى اليوم أن يحقق الصدى الذي ميّزه في السنوات الأخيرة، لكنه حافظ كعادته على مستوى جيد من الأصوات الجميلة. كما، وهذا هو الأهم، غيّر كثيراً من قواعد اللعبة التي حوّلت في السنوات الماضية، المنافسة الفنية إلى معركة قبلية.
في الدورة الأولى مثلاً، أقصي ملحم زين بعيداً من التصفيات الأخيرة. يومها تردد أن جهات أردنية تدخلت حتى تضمن فوز ديانا كرزون. وفي الدورة الثانية، حضرت السياسة بقوة في البرنامج، وانتهت مرحلة التصفيات بزيارة الفسلطيني عمار حسن والليبي أيمن الأعتر للرئيس معمر القذافي. أما في الدورة الثالثة التي قدمت بعد حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فشاركت السورية شهد برمدا، واستطاعت البقاء في المنافسة حتى الحلقة الأخيرة، قبل أن ينتصر عليها السعودي إبراهيم الحكمي. اليوم، انطلقت الدورة الرابعة من “سوبر ستار”. ومن يتابع مرحلة اختيار المشتركين يلاحظ أن المنافسة هذه السنة انحصرت منذ البداية بين جنسيات محددة. وفيما يعزز ذلك فكرة اهتمام البرنامج بالأصوات الجميلة، قد تفتقر الطبعة الرابعة إلى التنويع الذي طالما ميّز “سوبر ستار”. الحضور اللبناني طغى على الجولات هذا العام، وقد شارك اللبنانيون في معظم المحطات: الكويت، دبي، أميركا، كندا، إضافة إلى بيروت طبعاً. فيما كانت حصيلة جولة القاهرة بمعظمها من المصريين، كذلك الحال بالنسبة إلى تونس، إذ خرجت مرحلة اختيار الأصوات بعدد كبير من التونسيين باستثناء بعض الأصوات الليبية والمغربية. أضف إلى ذلك أنه ألغيت جولات البرازيل، البحرين، المغرب وسوريا. واجتاز مشترك سوري واحد امتحان القاعة الزرقاء، فيما غابت دول أخرى مثل الأردن، فلسطين، الإمارات، الكويت، اليمن وغيرها. ثم جاء دور المرحلة الثانية، وتمت غربلة الأصوات. باتت بعض الدول ممثلة بمشترك واحد، وخصوصاً أن لجنة التحكيم قللت عدد المتنافسين إلى عشرين فقط. هكذا انحسرت المنافسة بين 6 لبنانيين، 6 مصريين، 4 تونسيين، ومشترك واحد من العراق، وسوريا، والمغرب وليبيا.
في حلقة الفتيات، فازت ثلاث مصريات دفعة واحدة، وتونسية، ولبنانية قد يعدّ صوتها الأضعف بين زميلاتها. أما في حلقة الشباب التي عرضت الأسبوع الماضي، فقد أقحمت إدارة البرنامج، ومن دون مقدمات، قاعدة جديدة تدعى “حقّ الإنقاذ”. قررت اللجنة إعادة مشتركين إلى المنافسة، الأول سعودي والآخر لبناني، ليصبح عدد المشتركين 12، فاز منهم خمسة فقط. لكن المفارقة المضحكة كمنت في أن عملية الإنقاذ رفعت عدد المتنافسين اللبنانيين الشباب إلى أربعة. أضف إلى ذلك أن المشترك السعودي الذي يتمتع بصوت أقلّ من عادي، لم يكن يستحق هذه الفرصة، اللهمّ إلا لدعم عملية التصويت. وقد أثارت هذه النقطة جدلاً في عدد من الصحف السعودية التي تساءلت إذا “تمّ استدعاء المشترك السعودي لإخراج البرنامج من مأزق ما على صعيد التسويق. لذا استنجد “سوبر ستار” بالسعودي على رغم استبعاده من قبل، وذلك بهدف تحفيز جمهور بلاده على التصويت”. إلا أن الخليج لم تنقذ “ولد ديرتها”، وحسمت النتيجة لمصلحة مشترك مصري، وآخر مغربي وثالث سوري، إضافة إلى مشتركين لبنانيين. هكذا إذاً، تناسى اللبنانيون كل المشاكل السياسية التي تعصف ببلدهم منذ أشهر، وكثفوا جهودهم لدعم “سفرائهم” إلى عالم النجومية. كما فشلت السعودية في مواجهة لبنان. ولم يكن بمقدورها أن تقدم لمشتركها فرصة الفوز، وهو لم يخسرها بعد، إذ “سيُستثمر” حكماً في حلقة “الفرصة الأخيرة”. مساء غد، سيتبارى خمس فتيات وسبعة شبان على مقعدين لمرحلة النهائيات. إلا إذا ارتأت المحطة منح الفرصة لعدد أكبر، كما حصل في الموسم الثاني عندما قرروا اختيار خمسة أصوات بدل اثنين.
وبعيداً من الإعداد الضعيف للتقارير المصورة، وتكرار الأغنيات التي قدمت في الدورات السابقة، هل تخبئ “الفرصة الأخيرة”، مفاجآت قد تعطي البرنامج دفعاً يستحقه لتحقيق النجاح الذي ميّز دوراته الثلاث الماضية؟