بعيداً من التحديات الكثيرة التي يواجهها البرنامج، هناك نقطة أساسية أسهمت إلى حد بعيد في إفقاد البرنامج بريقه: إخفاق معظم المشتركين الذين وصلوا إلى الجولة الأخيرة في المواسم الثلاثة، في تحقيق النجاح والاستمرارية بعد خروجهم من البرنامج. إذ وقّع هؤلاء عقوداً احتكارية لخمس سنوات متواصلة، بدءاً من الجولة الثانية، وقبل الدخول إلى الجولة الأخيرة. بمعنى آخر، كان من الصعب على مَن لم يوقّع العقد، الاستمرار في البرنامج. وبعدما أعلن نديم المنلا، رئيس مجلس الإدارة في المحطة، عن تحضيره لإنشاء شركة انتاج فنية خاصة بمواهب البرنامج، أبعد الرحباني عن المعادلة، واستعان بعبد الله القعود ليكون مشرفاً على الشركة. أعدّ الملحن الكويتي دراسة شاملة للمشروع الذي يحتاج حكماً إلى مليون دولار على الأقل لتأسيس الشركة وانتاج ألبومات لأكثر من ثلاثين صوتاً في المرحلة الأولى. ثم سرعان ما ذهب مشروع الشركة في مهب الريح وتم تجاهل الأمر، حتى قام المنلا أخيراً بإنتاج أول ألبوم للشابة بريجيت ياغي.
وبناءً عليه، اختفت كلّ الأسماء التي توقع لها النقاد والجمهور على حد سواء مستقبلاً باهراً في عالم الغناء. لا بل إنّ معظمها صار يبحث عن فرصة أو وسيلة تمكّنه الخروج من الأزمة. وقد استطاع عدد قليل ممن رفض مسألة الاحتكار، الانطلاق بمفرده أو بمساعدة جهات مختلفة مثل رويدا عطية، ديانا كرزون، ملحم زين، شادي أسود، عمار حسن، هيثم سعيد وأخيراً نانسي زعبلاوي، (ومعظمهم من نجوم الدورة الأولى). وأخيراً، أقدمت شركة «التكامل» السعودية على «شراء» ابراهيم الحكمي من «المستقبل». وأطلقت ألبومه الأول منذ أسابيع قليلة، فيما يقبع أيمن الأعتر اليوم في المنزل، بعدما اكتفت شركة «ميوزيك ماستر» بتقديم ألبوم واحد له فقط ولم يستطع التملص من عقد «المستقبل» الاحتكاري.