جورج موسى
ماذا بقي من تلفزيون الواقع؟

لم يعد الـReal TV يستحوذ على اهتمام المشاهد كما كان في السابق. هذا على الأقلّ ما يبدو من تفاعل الناس مع برامج تلفزيون الواقع في الدورات الجديدة. «ستار أكاديمي» تحديداً، خفت بريقه مع الوقت. «مختبر النجوم» فقد الكثير من شعبيّته على مرّ السنوات. ربما ملّ المشاهد التكرار الذي تفرضه قيود الأكاديمية، أو اكتشف «زيف اللعبة» التي اعتبرت في الأساس «ديموقراطية»: اختيار «النجم» لم يعد يغري المشاهدين، والدوامة السياسية الاجتماعية التي نعيش أفقدتنا متعة التلصص.
ما الذي يدفع بالقنوات إلى تكرار التجربة؟ لعل السرّ يكمن في أن هذا النوع من البرامج يحتفظ بمقدرة لا بأس بها على «الإغراء»... شباب عاديون يحققون أحلامهم في النجوميّة بين ليلة وضحاها. وهنا ربّما تكمن نقطة ضعف «ستار أكاديمي». يدخل الطلاب المحترف، يتمرّسون في عالم الفن. يحملون صفة «النجوميّة» الشرفيّة... قبل أن يبتلع النسيان معظمهم! ومع ذلك، فإن التجربة تستحق الاهتمام. لقد خضع «النجوم الجدد» لسلطة الكاميرا، تركوها تصادر تصرفاتهم ومشاعرهم، بل تواطأوا معها أحياناً. وفي النهاية، تبقى LBC الرابح الأكبر. ليس سهلاً على المحطة، في هذه الظروف، أن تصدّر من بيروت برنامجاً عربياً ملوناً، بغض النظر عن الدوافع السياسية والاقتصادية لتقديمه. هذا المساء، ينتظر سبعة أكاديميين مصيرهم، إذ دخل البرنامج مرحلة جديدة، تقتصر على تصويت الجمهور. ومساء الجمعة يغادر اثنان منهم أسوار السجن الاختياري. في انتظار الحسم بعد ثلاثة أسابيع، يتحدّث نجوم الأكاديمية هنا عن تلفزيون الواقع وحلم النجومية ورهانات المستقبل...


شذى حسّون

بعدما جرت العادة أن تتصدر مشتركات المغرب العربي قائمة الفتيات الأجمل صوتاً في الأكاديمية (بهاء الكافي، أماني السويسي، شيماء الهلالي، هناء الإدريسي...)، جاءت المفاجأة هذه المرة من العراق. شذى حسون التي تعيش في باريس، تعترف بأن وضع بلدها المأزوم وضعها أمام مسؤولية صعبة. لذا، تستغلّ البرنامج لتذكّر الناس بشباب العراق المنسيّ، وسط مشاهد الدم التي تعيشها شوارع بغداد.
لكنها في الوقت عينه، تؤكد أن الفرصة أمامها كبيرة، لكون الساحة الفنية العراقية تفتقر اليوم إلى مغنيات شابات، و“الدليل مشاركتي في إعلان عراقي قريباً”. لم تستطع شذى أن تتأقلم بسهولة مع زملائها في الأكاديمية بسبب فارق السن بينها وبينهم. لكنها، في المقابل، تشير إلى أن عمرها المتقدم، ميّزها عن الآخرين، لأنها تلعب دائماً دور “الأخت الكبرى”.
لم تضع شذى خططاً لمشاريعها المستقبلية، وإن اهتمت بصوتها، لكنها ستولي الشكل أهمية قصوى. وتقول في النهاية إن اطّلاعها على ثقافات الآخرين، جعلها تتوغل في طريقة تفكيرهم، ما سيساعدها لاحقاً في تقديم فن يحاكي أذواق هذه المجتمعات، ويؤمن لها الانتشار.


محمد قمّاح

أكثر ما حاولت إدارة “ستار أكاديمي” تسليط الضوء عليه في الدورة الرابعة هي المواهب التي يتميز بها الطلاب.
وفي مقدمة هؤلاء، يبرز المصري محمد قمّاح. ما زال حتى اليوم ينكبّ على تأليف الأغاني وتلحينها. وبما أنّه طالب نجيب، فقد تعلّم من الأكاديمية أن يكون دبلوماسياً حتى في أجوبته. في البداية، يؤكد قمّاح أنه يحاول قدر الإمكان إخفاء عيوبه أمام الكاميرات. لكنه أحياناً، تحت الضغط، يفقد السيطرة على مشاعره.
وهذا ما حصل يوم استغلّ أحد الاختبارات ليوضح لزميلته تينا حقيقة مشاعره تجاهها. يومها، اعترف بأنه كان يحبّها قبل أن يكتشف علاقتها بشخص آخر. هكذا، لم يعر أي اهتمام للكاميرا، وباح منكسراً بأسراره الحميمة أمام ملايين المشاهدين. وفي حين يقف اليوم على أبواب الحلقات الأخيرة، يعوّل “الواد قمّاح” كثيراً على قدرته في جمع التأليف والتلحين والغناء في آن.
ولأنه صاحب صوت جميل، يضع الغناء أولاً، ثم التلحين، وأخيراً كتابة الأغاني. لذا، يخطط لتنفيذ ألبوم، تحمل معظم أغنياته توقيعه، إلى جانب التلحين لزملائه.



مروى بن صغيّر

بين الأصوات المتميزة في دورة هذا العام، تطلّ مروى بن صغير.
المشتركة التونسية قادرة على تأدية معظم الألوان الغنائية، وقد أثبتت ذلك في عدد من سهرات البرايم. لكنّ مروى تعترف بأنّ صغر سنها لم يمكّنها من التسلّح بالخبرة، والتعاطي مع صعوبات الأكاديمية بنضج.
وبعدما وجهت إليها انتقادات بسبب علاقتها بزميلها الكويتي أحمد داود، وتأثير ذلك سلباً في علاقة أحمد بالمشتركة أمل، ترفض مروى الخوض في تفاصيل القصة.
وتجيب بصراحة: “لن أردّ على هذا السؤال لأنني مللت فعلاً من الموضوع”. وتؤكد أنها صادقة في كل تصرفاتها، “وإذا حاول أحدنا ارتداء الأقنعة فسينفضح أمره مع الوقت”. على الصعيد الفني، تعترف بأن نجاحها في “ستار أكاديمي” يشكّل تحدياً، وخصوصاً أن مواطناتها، من متخرّجات المواسم الماضية، حظين بإعجاب الجمهور، وهي تراهن على النوعية.
ففضلاً عن تقديم الأغنيات، ستصقل موهبتها من خلال دراسة الموسيقى.


كارلو نخلة

أعطى فوز جوزف عطية السنة الماضية بلقب «ستار أكاديمي» دفعاً لشباب بلده الذين يئسوا من المشاركة في برامج تلفزيون الواقع، من دون الوصول إلى النهائيات. وكارلو نخلة، المشترك اللبناني في دورة هذا العام، لا يجد أن فوز أحد مواطنيه سابقاً في البرنامج، قد يقف عائقاً أمام وصوله إلى النهائيات.
ويوضح: «كان جوزف يستحق الفوز. وهناك اختلافات جمّة بيننا: هو يتميّز بأدائه للأغاني الإيقاعية البلدية، إنما أنا قريب أكثر من اللون الغربي والكلاسيكي».
من هنا، يؤكد كارلو أن واجبه وزملاءه اللبنانيين أن يثابروا حتى يثبتوا حضورهم، ويقدموا صورة مشرقة عن بلدهم الذي يعيش تحديات صعبة. وفيما يشير إلى أنه سيحاول الجمع في المستقبل بين اللونين الشرقي والغربي، يعترف بأن صوته يحتاج إلى مزيد من التمرين والتطوير.
ويقول في النهاية: «هناك أشياء في شخصيتنا لم نظهرها أمام الكاميرا. لذا، قد تسهم الجوانب المخبأة من شخصيتنا في اكتشاف الجمهور لنا من جديد، بعد خروجنا من الأكاديمية».


تينا يموت

تعترف المشتركة اللبنانية تينا يموت باستحالة نسيان الكاميرا داخل الأكاديمية.
لكنها ترفض اعتبار ذلك تحايلاً على المشاهدين: “صحيح أننا لا ننسى وجود الكاميرا، لذا نضع لأنفسنا ضوابط معينة. لكننا مع مرور الوقت، نتعوّدها، فنتصرف أحياناً على سجيّتنا”.
أكثر ما استفادت منه تينا في الأكاديمية هو الاطلاع على لهجات الآخرين، والتعرف بعادات وثقافات بقية المجتمعات العربية. أما على الصعيد الفني، فتجيب بصراحة متناهية، حينما تسأل عن خططها للمستقبل: “لا أراهن على شيء. أعلم أن أدائي المسرحي مختلف عن بقية زملائي، وهذا ما أحاول استغلاله والتركيز عليه. لكن الحظ لم يكن حليف جميع مشتركي برامج الهواة، لذا أتركها “زي ما تيجي تيجي”.
وهي تخوض تجربة مميزة بعد خروجها من الأكاديمية، عبر تقديم دويتو مع كريس دي بيرغ. وتعترف في النهاية بأن قصتها العاطفية مع صديقها ربيع، أعطتها دافعاً قوياً للمثابرة على الدروس، ووفّرت لها استقراراً نفسياً تحتاج إليه في هذه الفترة.


علي السعد

هو تحدّ يواجه كل مشترك خليجي يخوض لعبة تلفزيون الواقع. لكن السعودي علي السعد لا يرى في العيش داخل أسوار أكاديمية مختلطة أيَّ تحد لتقاليد مجتمعه المحافظ. يقول: “العادات التي تربّينا عليها هي التي نمارسها في حياتنا اليومية، إن كان هناك كاميرا أو لا... أنا في الأساس شخص محافظ وأفتخر بذلك”. على الصعيد الفني، لم يعد علي يرى نفسه الأضعف بين المجموعة. هو، وإن كان ذات قدرات صوتية محدودة، يعترف بأن الوقت الطويل الذي قضاه في الأكاديمية، جعله يغضّ الطرف عن بعض نقاط ضعفه. ويوضح: “عندما قلت إنني الأضعف، لم أكن قد اكتشفت مواهبي بعد. نعيش هنا ضغطاً قد يفقدنا ثقتنا بأنفسنا أحياناً. أما اليوم، فأعتبر أنني الأفضل في التمثيل والغناء أيضاً، والدليل تصويت الجمهور الذي أنقذني مرات عدة”. يعتمد السعد كثيراً على تصويت أهل السعودية والخليج، وخصوصاً أنه بات الخليجي الوحيد في الأكاديمية. وفيما يتطور ببطء على صعيد الأداء، بدأ يتحرر بصعوبة من خجله على المسرح. وبعد كل المجهود الذي يبذله، يؤكد في النهاية أن هدفه من دخول “ستار أكاديمي” ليس الغناء، بل التمثيل وتقديم البرامج، كما حال مواطنه هشام عبد الرحمن، الفائز بلقب “ستار أكاديمي 2”.


سالي أحمد

منذ دخول المشتركة المصرية سالي أحمد إلى الأكاديمية، والكل يشبّهها بشيرين عبد الوهاب.
وفيما تفتقر سالي إلى القدرات الصوتية التي تمتلكها شيرين، تؤكد أنّ رهانها ليس على الغناء فحسب، بل على الرقص أيضاً.
لذا تشير إلى أنّ مكانتها محفوظة بين نجمات مصر. وهي تخطط للجمع بين الغناء والرقص والتمثيل.
وتنتظر انتهاء البرنامج حتى تلتحق بأحد المعاهد الموسيقية، على أمل أن تخبّئ لها الظروف فرصة على خشبة المسرح أو في السينما الاستعراضية. سالي التي تملك حضوراً محبباً وخفّة ظلّ، تعرف تمام المعرفة أنها استطاعت الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من البرامج، بفضل شخصيتها، “والدليل محبة أصدقائي الذين أخرجوني مراراً من دائرة الخطر”.
لكن صاحبة الابتسامة والحركة الدائمتين، لا تخفي قلقها من اختيارات هذا الأسبوع، “وخصوصاً أنني رشحت للخروج من الأكاديمية سابقاً، وأخشى فعلاً أن أفقد ثقة الناس الذين ضجروا من الخطر الذي يداهمني طوال الوقت”.


تحية



أمال العنبري

قبل أسبوعين، غادرت الأكاديمية أمال العنبري. المشتركة المغربية الحساسة شغلت متابعي البرنامج بقصة حبها لزميلها الكويتي أحمد داود. مثّلت قصتهما مادة دسمة لمحبي البرنامج. إذ تحدثت أمال، في شكل قلّما تعودناه مع تلفزيون الواقع العربي، ومن دون قيود عن معاناتها من هذا الحب الذي لم يبادلها إياه أحمد. هو يرى أن العلاقة العاطفية قد تولّد ضعفاً عند الإنسان، و “ستار أكاديمي” لا يحب الضعفاء. أما هي فلا تخشى البوح بأسرارها لآلاف المشاهدين، «ولا يهمني سوى البحث عن سعادتي الشخصية». تقر أمال بأن الحب أعطاها قوة غريبة جعلها تعيد اكتشاف نفسها. وهي ستستقرّ في لبنان، علماً أنها كتبت مع زميلها عماد الجلولي، أغنية مغربية تصدرها لاحقاً.