جوان فرشخ بجالي
“جولة في الحديقة على ظهر الديناصور”، أو “اتركوا اولادكم مع الديناصور إلى أن تنتهوا من شراء حاجياتكم”. هاتان العبارتان ليستا من الإعلانات الترويجية لسلسلة رسوم متحركة او مسلسلات السفر عبر الزمن. إنهما تلخيص لواقع كان سيعيشه الانسان لو لم يضرب نيزك الارض قبل 65 مليون سنة بقوة كبيرة غيرت مجرى الحياة على الكوكب وانقرضت من بعدها الديناصورات.
لكن ماذا لو لم يرتطم هذا الكويكب بالارض؟ هل كان باستطاعة الديناصورات أن تستمر وتتطور وتتعايش مع الانسان الذي كان سيدجنها؟
“الديناصور، حيواني الاليف” عنوان الفيلم الوثائقي الذي عرضته شاشة “بي بي سي 2”، وحاول من خلاله الباحثون في تاريخ الديناصورات اظهار الانسان متعايشاً مع تلك الحيوانات الضخمة. إذ تؤكد الدراسات التي اجريت أخيراً على متحجرات هذه الحيوانات أنها كانت تتمتع بذكاء وقدرة على التأقلم. ويناقض هذا الاستنتاج ما كان رائجاً عن هذه الحيوانات من أنها كانت شديدة الغباء بسبب كبر حجمها، وساد اعتقاد خاطئ بأن الديناصورات كانت بطيئة الحركة، ووسخة، وغريبة الشكل... لكن الدراسات الجديدة اثبتت انه كانت لها خصائص تشبه خصائص الدواجن والحيوانات الثديية، وكانت تقدر على التأقلم والتطور حتى يومنا هذا لو لم تنقرض.
وتخيل علماء استمرار الديناصورات حتى يومنا هذا. فتوقعوا في هذه الحالة أن تتحول إلى حيوانات أليفة وتعيش مع الانسان في المنزل! وأن ثمة فصائل بينها ستكون قادرة على الاعتناء بالاطفال وتسليتهم. وكانت فصائل أخرى من الديناصورات ستأخذ محل الخنازير والأبقار في المزارع، وستنتج البيض بدل الحليب. سؤال آخر بحثه العلماء وهو: لو بقيت الديناصورات حية فهل يكون وجود الحيوانات الثديية عندها ممكناً؟ ويجيبون بأن الديناصورات كانت ستفترس الثدييات، وقد تنقرض الفيلة والأسود وتعيش الديناصورات وحدها في الغابات. ويقول علماء إن الاختلافات بين الديناصورات لم تقتصر على التنوع في أحجامها، فالديناصورات الصغيرة نسبياً تميزت بذكائها الحاد وقدرتها على حل المشاكل. أي أنها في طباعها أكثر شبهاً بطباع الثعالب، وكانت تعيش وتتنقل في مجموعات كبيرة. وبحسب العلماء، فقد تقبلت الديناصورات الاختلافات في الاشكال فيما بينها! ففي بعض الغابات عاش ديناصورات من اكثر من 15 فصيلة. لكن مما لا شك فيه أنها كانت تحدث في تلك الغابات ضجيجاً عظيماً، ولم يتطرق إلى هذا الأمر المتخصصون (من مديري متاحف ومراكز ابحاث عن الديناصورات) في وثائقي الشاشة البريطانية الذين يؤكدون أن الديناصورات كانت ستتطور ليتغير شكلها، فتجحظ عيونها، وتكبر أدمغتها، لكنهم يؤكدون أنها لن تشبه الانسان مهما تغيرت... لو استمرت.
لعل ارتطام النيزك بالارض كان شؤماً على الديناصورات، لكنه سمح لفصائل اخرى بالحياة والوجود، ومنها الانسان. وسيبقى مسلسل الكارتون فيلنستونز (Flinstones) من نسج الخيال، ولن يكون على الانسان ان يتعايش مع الديناصورات كما عاش معها أبطال المسلسل قبل أكثر من 50 مليون سنة مثلما يفترض كاتبو المسلسل ومخترعو شخصياته وأحداثه.