خالد صاغيّة
الألغاز... الشياطين الـ13... الرجل الوطواط... سوبرمان... لولو وطبوش... كلّ هذه السلسلات المصوّرة اختفت من الأسواق. وإن وُجدت، فبأعداد قديمة يجري تداولها في متاجر الكتب المستعملة. وكانت لهذا الاختفاء آثار سلبية على حياة العديد من المواطنين الذين بدأوا يعانون أمراض الحنين إلى الزمن الماضي، يوم كانوا يجمعون أعداد تلك السلسلات ويبحثون في الأسواق عن تلك التي تنقصهم منها.
المؤسّسات اللبنانية الرسمية تنبّهت إلى هذا الموضوع، وقرّرت أن تنكبّ على معالجته، تماماً كما تفعل مع الأزمات الأخرى. فكان لا بدّ من التعويض على المتضرّرين عبر ابتداع أنواع جديدة من السلسلات المصوّرة. ولمّا كانت الحكومة مشكوكاً في شرعيّتها، تَقرّر تكليف المجلس النيابي بهذه المهمّة الوطنية. فاتّفق رئيس المجلس النيابي وزعيم الأغلبية النيابية على القفز فوق خلافاتهما السياسية وتكثيف تعاونهما في هذا المجال.
النموذج الذي قرّر الرجلان اتّباعه مستوحى من سلسلة «طريف وظريف». يتناوب الزعيمان على الأدوار لتأمين متعة دائمة للقرّاء. حين يتفاءل الأوّل يتشاءم الثاني، وحين يتفاءل الثاني يتشاءم الأوّل. وبين الحين والآخر، يتفاءل الاثنان معاً، فيعود أحدهما ويبدّد هذا التفاؤل من وراء ظهر زميله. الزميل لا يشعر بالمرارة، بل ينتظر فرصة سانحة ليفعل الأمر نفسه.
كلّ هذه الأحداث يستطيع أيّ مواطن، تحت السنّ أو فوق السنّ، متابعتها في سلسلة «برّي ــــ الحريري». صدرت حتّى الساعة أربعة أعداد من السلسلة. وأبدت الصحف استعدادها لنشر المزيد... في صفحات التسلية.