القاهرة - محمد محمود
يقيم راغب علامة هذه الأيام في استديوهات القاهرة. هناك ينهي أغنيات جديدة ويتفاوض مع «روتانا». ألبومه المقبل صار شبه جاهز، وعينه هذه المرة على الملحنين الجدد

أثيرت في القاهرة أخيراً تساؤلات عن قرب انتقال راغب علامة إلى «روتانا»، وخصوصاً أنّ المغني اللبناني نزل في الفندق الذي قصده سالم الهندي، الرجل الأول في الشركة السعودية التي تهوى تجميع نجوم الغناء العربي في ألبومها التذكاري، حتى لو عاد بعضهم وغادر المؤسسة غاضباً.
لكن راغب أكد في حديثه إلى «الأخبار» أنه لم يوّقع العقد حتى الآن، بل اجتمع شقيقه ومدير أعماله خضر مع سالم الهندي مرات عدة. وتبادلا الكثير من الأفكار والاقتراحات عن “طبيعة العقد»، مشيراً إلى أن “باب المفاوضات لا يزال مفتوحاً». راغب الذي يتلقى الكثير من العروض، بعدما غادر خيمة «عالم الفن» قبل سنتين، يوضح أنّ العائق الذي يحول دون انضمامه إلى «روتانا»، هو مبدأ الاحتكار في عرض الكليبات. إذ يرى صاحب «نسيني الدنيا» أن من حق جمهوره متابعة أغانيه على المحطة التي يشاء، وخصوصاً أن بعضهم لا يشاهد «روتانا».
لا يعدّ علامة نفسه غائباً عن الساحة الفنية، يقول: «حاضر بقوة حتى في سوق الكاسيت. لم يعد إصدار ألبوم كل عام مدعاة فخر للفنان، المهم اليوم هو الاستمرارية. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن أغنيات ألبومي الأخير «الحب الكبير» لا تزال تحقق النجاح حتى اليوم. هناك أعمال تصدر وتختفي في موسم واحد، وألبومات أخرى تعيش لسنوات طويلة. أضف إلى ذلك أنّ معظم القنوات الفضائية تبثّ كليبات الألبوم بكثافة حتى اليوم».
لكن تأجيل التعاقد مع شركة إنتاج لم يجعل علامة يتأخر في تنفيذ ألبومه المقبل. يقول: «منذ البداية، وأياً كانت الشركة التي أتعامل معها، اعتدت أداء دور المنتج المنفذ لألبوماتي. أنتقي الأغنيات، أشتريها، وأشرف على تنفيذها. ثم تهتم الشركة بالتوزيع والتسويق والرعاية. لذا، أحضّر حالياً للألبوم الذي سيصدر قبل نهاية العام على أبعد تقدير».
أما بالنسبة إلى مفاجآت العمل، فيشرح بثقة: «أبحث عن موسيقى مختلفة. لهذا السبب تحمّست للتعامل مع مجموعة من الملحنين، بينهم شابة في العشرين من عمرها، تدعى كريستال ملاح. إضافة إلى الأسماء الأخرى مثل محمد ضياء وخالد بكري ووليد سعد».
وسط المفاوضات مع «روتانا»، تحدث بعضهم عن إمكان العودة إلى شركة «عالم الفن». لكن علامة ينفي هذه الأقاويل، يقول: «علاقتي بمدير الشركة محسن جابر على المستوى الإنساني ليست سيئة، لكن تجديد التعاون بيننا لن يحصل على المدى القريب. تخيل أنّ جابر، منتج ألبوم «الحب الكبير»، كان أول شخص هاجم العمل. أطلق حوله الكثير من الشائعات، مشيراً إلى أنّ الأغنيات ليست على المستوى الجيد». أما بالنسبة إلى الفيلم الذي قيل إنه سيقدمه على شاشة السينما، تحت إدارة المخرج شريف صبري، فيقول: «كانت مجرد فكرة لا أكثر ولا أقل. لكنّ الصحافة تعاملت معها بجدية أكثر من اللازم... التمثيل بالنسبة إليّ لا يزال مرتبطاً بالدور الذي يناسب شخصيتي. لن أستطيع تقديم دور كُتِب مثلاً لنور الشريف. أخشى خوض هذه التجربة، فأصبح ضيفاً ثقيلاً على قلوب مشاهدين، أحبّوني في الأساس كنجم غنائي».
بعيداً من سوق الكاسيت، يغيب راغب عن المهرجانات الكبرى. أول من أمس، اختتمت مثلاً فعاليات مهرجان «هلا فبراير» الكويتي، والمغني اللبناني لم يشارك في أي من أمسياتها. يقول: «المهرجان يحمل توقيع «روتانا»، ومن حق الشركة أن تفسح المجال أمام نجومها فقط. أما بالنسبة إلى غيابي عن المهرجانات الأخرى، فهو عائد إلى ازدحام جدول أعمالي بالحفلات الخاصة».
على صعيد الأغنية اللبنانية، يرفض علامة اعتبار دانا ودومينيك وماريا ممثلات الأغنية اللبنانية، مؤكداً أنّ رموز الأغنية اللبنانية معروفون. ويشير إلى أنّ دانا وأخواتها موجودات في الساحة لهدف محدد لا علاقة له بالطرب، والدليل أن معظم أغنياتهن ليست باللهجة اللبنانية. وماذا إذاً عن هيفا وهبي؟ يجيب مبتسماً: «نجحت هيفا في الاستمرار من خلال أسلوبها في الغناء المختلف، وتقبلتها الصحافة واعترفت بها”، مؤكداً أنّه لم يتعجب يوم سمع ولداه يرددان «الواوا أح». لذا، لا يرفض الغناء في حفلات مشتركة معها مستقبلاً. أما بالنسبة إلى الأغاني المشتركة، فلا يفكر راغب في تقديم دويتو في الوقت القريب، «إذا أردت تقديم دويتو فلن أتعامل مع مطربة معروفة، لأن بعضهن يعتقدن أن الهدف من التجربة هو استغلال أسمائهن». ويضيف ضاحكاً: «إذا عرضتُ على أليسا أن تغنّي معي اليوم، قد تفكّر في أنّني أستغلّها. لكنّني كنت متوقعاً أن تحقّق كل هذه الشهرة».
سؤال أخير جرت العادة أن يطرحه كل صحافي مصري على الفنان اللبناني: ماذا عن السياسة؟ يجيب: «المرحلة التي يشهدها لبنان اليوم، عارٌ على تاريخه. محترفو المذهبية يتفنّنون في تفريق الشعب. وبعدما كانوا يقولون سني وشيعي، أو مسلم ومسيحي، أصبحت اللعبة اليوم تعتمد على الأيام والأشهر. لا يجوز أبداً أن ينجرف الفنانون إلى هذا المنحدر، ويعلنوا انتماءاتهم السياسية أياً كانت الأسباب».
أخيراً، يغادر علامة القاهرة غداً بعدما انتهى من تسجيل أغنيات جديدة وأحيا حفلة خاصة، وينتقل إلى دبي لبحث عدد من المشاريع الاستثمارية هناك.