strong> فرح داغر
لم يعد نادراً أن يشارك الممثل نفسه في أكثر من فيلم خلال موسم سينمائي واحد. زيادة الإنتاج في القاهرة من جهة، وقلّة الممثلين في الوسط من جهة ثانية، جعلا كثرة إطلالات الوجه الواحد أمراً متوقعاً لمن هم ليسوا من نجوم الصف الأول.
لكن الممثل خالد أبو النجا سبق الجميع، وها هو يطل في أربعة أفلام جديدة دفعةً واحدة، في أقل من شهر. حسبها المذيع والممثل وعارض الأزياء والمهندس جيداً، خصوصاً أنه يريد إثبات حضوره بطريقة مختلفة، بعيداً من اللاهثين وراء النجومية والبطولة المطلقة وحسابات شباك التذاكر. هؤلاء وحدهم يتعمّدون تباعد إطلالاتهم على الشاشة الفضية، ويعدّون تقديم فيلمين في عام واحد إنجازاً يستحق الإشادة.
لكن أبو النجا لا يؤمن بهذه النظرية، وهو حذا حذو ممثلي العصر الذهبي الذين قدموا العديد من الأفلام في الموسم الواحد، “فالحركة السينمائية لم تكن تتوقف عند هذه الملاحظات الرقمية... تذكروا أنّ أحمد زكي فعلها سابقاً، وقدم في الثمانينيات خمسة أفلام خلال عام واحد” يقول مبتسماً.
يرى النجم الوسيم الذي يطلّ هذه الأيام عبر برنامج هالة سرحان (في حلقات عرضت سابقاً)، أن حضوره المكثّف في شهري آذار (مارس) ونيسان (أبريل)، يعوّض غيابه شبه الدائم عن معركة موسم الصيف. ويقول الشاب الذي يقدم مساء الأحد برنامج “الليلة الكبيرة” على قناة “دبي”، إنّ المواسم الساخنة صنعها الموزعون، و“هكذا باتت الساحة خلال تلك الفترة محجوزة لأسماء محددة”. مع ذلك، يرى أبو النجا أنّه نجح، بعد جهد كبير، في تكوين قاعدة جماهيرية جيدة. وهو يعزو عدم تحقيق أفلامه إيرادات كبيرة (ما عدا “سهر الليالي”) إلى طبيعتها الرومانسية والهادئة. ويراهن على أنّها ستعيش طويلاً على شاشة التلفزيون، وإن لم يحسن جمهور السينما استقبالها. ويوضح أنّ بعض المنتجين يتحمّسون لهذه النوعية من الأفلام، “لأنها لا تتطلب ميزانية ضخمة. لكنّهم يهملون الدعاية ويخطئون توقيت العرض، والدليل على ذلك أنّ فيلم “ملك وكتابة” عانى ضعف الإيرادات، على رغم نيله جوائز عدة”.
أما بالنسبة إلى رباعيته السينمائية، فيقول أبو النجا إنها تحمل الكثير من التنوّع، حتى إنّ المشاهد لن يشعر بأن الأدوار الأربعة هي للشخص نفسه. في تجربته الثانية مع محمد خان، في فيلم “في شقة مصر الجديدة”، يؤدي دور شاب عملي للغاية، لا يؤمن بالحب والعاطفة حتى تقتحم حياته شابة تبحث عن ذكرياتها في مدرستها القديمة. بينما يؤدي دور مكتشف المواهب مع نبيلة عبيد والمخرج خالد الحجر في “مفيش غير كدة”. وهنا يؤكد أبو النجا أنه لم ينسخ شخصية جاد الشويري أو شريف صبري، كما اتهمه البعض، لأن مكتشف النجوم ببساطة يتبع الأساليب نفسها. أما في “كشف حساب”، فهو بطل قصة بوليسية بالاشتراك مع نور وبسمة والمخرج أمير رمسيس. أخيراً، وفي فيلمه الرابع الذي يبدأ عرضه في القاهرة خلال نيسان (أبريل) المقبل، فهو “واجب وطني”، انتاج أميركي ـــ كندي مشترك، يتحدث عن شاب عربي يسكن بجوار مواطن أميركي، لم يتخط بعد أزمة اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر)، فيراقب جاره العربي، ظناً منّه أنه يخطط لعملية إرهابية.

20:00 على “روتانا سينما”