«اللقاء الثاني» هو عنوان الدورة الثانية من سلسلة الاستعادات التي تنظمها جمعية «متروبوليس» بعد «أجمل أيام حياتي» عام 2012. التظاهرة التي انطلقت في 24 نيسان (أبريل) وتستمرّ حتى الثالث من أيار (مايو) هي بمثابة تحية إلى المنتجين اللبنانيين الذين تركوا بصمتهم في السينما العربية والعالمية. افتتاح التظاهرة كان مع فيلم «قلبي على ولدي» (1953) للمخرج هنري بركات وبطولة كمال الشناوي، وزكي رستم والفنانة اللبنانية الاستعراضية نزهة يونس. الشريط من إنتاج «لوتس فيلم»، إحدى أقدم شركات الإنتاج في مصر التي أسستها الممثلة اللبنانية آسيا داغر. تعد الأخيرة إحدى أبرز الشخصيات النسائية والاستثنائية التي خاضت الإنتاج السينمائي، بالإضافة إلى مسيرتها كممثلة في أعمال عدة أولها «ليلى» (1927) أول فيلم مصري صامت، بالإضافة إلى «غادة الصحراء» (1929)، «وخز الضمير» (1931)، و«شجرة الدر» (1935).
قدمت داغر للشاشة نخبة من كبار المخرجين والممثلين كهنري بركات وحسن الإمام ، وعز الدين ذو الفقار وكمال الشيخ، كذلك فاتن حمامة في فيلم «الهانم» (1947)، وصباح التي ظهرت للمرة الأولى على الشاشة في فيلم «القلب له واحد» أيضاً لهنري بركات عام 1945. كذلك، تظهر في «قلبي على ولدي» الفنانة والمغنية اللبنانية هيام يونس التي تكرمها هذه التظاهرة، وهي أخت الفنانة نزهة يونس حيث تغني في الفيلم الأغنية الشهيرة «وحي يا وحي» وهي لما تزل طفلة. كذلك، يعرض فيلم «من القلب للقلب» (1952 ــ 1/5 ـ س:20:00) لهنري بركات وبطولة كمال الشناوي، وليلى مراد ومحمود المليجي. يذكر هنا أنّ صباح أدّت بطولة الفيلم في نسخته الاولى، غير أنه بعد انتهاء التصوير، احترق الفيلم، فأعادت آسيا إنتاجه واستبدلت صباح بليلى مراد. ومن الأفلام الأخرى التي أنتجتها داغر وتستعيدها التظاهرة البيروتية فيلم «ساعة لقلبك» (1950 ــ 30/4 ـ س:20:00) للمخرج حسن الإمام وبطولة شادية وكمال الشناوي. أيضاً، يُعرض «يا ظالمني» (1954 ــ 2/5 ـ س:20:00) للمخرج ابراهيم عمارة (1910 ــ 1972) وبطولة صباح، منى، حسين صدقي، ومحمود المليجي وهو التعاون الثاني بين آسيا داغر وابراهيم عمارة بعد «المال والبنون» أيضاً عام 1954. أنتجت داغر كذلك فيلم «اللقاء الثاني» (1967 ـ 3/5 ـ س:20:00) لحسن الصيفي وبطولة سعاد حسني، وأحمد مظهر، وحسن يوسف وزهرة العلا.
ومن المنتجين اللبنانيين التي برزوا في السينما العالمية وتكرمهم تظاهرة «متروبوليس» جان بيار رسام (1941- 1985) الذين عمل مع كبار المخرجين كجان لوك غودار الذي أنتج له العديد من الافلام منها «كل شيء على ما يرام» (1972) الذي عُرض أول من أمس في «متروبوليس أمبير صوفيل»، بالإضافة إلى فيلم «لن نشيخ سوياً» للمخرج موريس بيالا. أيضاً أنتج لروبير بروسون فيلم «لانسلوت البحيرة» (1974 ــ 2/5 ـ س: 22:00) الذي يستعيده المهرجان.

عمل جان بيار رسام مع كبار السينمائيين كجان لوك غودار

وكان جان بيار رسام انتحر في باريس عام 1985 بعد معاناة طويلة مع الاكتئاب والإحباط. رغم كل النجاح الذي حققه، إلا أن محاولته الفاشلة لشراء شركة «غومون» للإنتاج عام 1974 كانت أحد أسباب تدهور حالته النفسية. أيضاً من الوجوه النسائية التي يكرمها المهرجان المنتجة اللبنانية ريتا داغر التي أنتجت وثائقي «محامي الرعب» (2007 ـــ 30/4 ـ س:22:00) للمخرج السويسري الفرنسي باربيت شرودر. يصوّر الأخير المحامي الفرنسي جاك فيرجيس الذي اشتهر بدعمه لحرب التحرير الجزائرية ودفاعه عن المناضلة جميلة بوحيرد الذي تزوجها لاحقاً، ومواقفه المثيرة للجدل كدفاعه عن ماجدلينا كوب (زوجة كارلوس) ورفيقهما السويسري برونو بريغيه من تنظيم كارلوس (منظمة الثوار الأمميين) وعن النازي كلاوز باربي. أيضاً، تستعيد التظاهرة فيلم «شابلن» (1992 ــ 29/4 ـ س:20:00) الذي يروي سيرة شارلي شابلن، وهو واحد من الأفلام الذي شارك في إنتاجها اللبناني ماريو قصار مؤسس شركة «كارولكو» للإنتاج بالتعاون مع صديقه الهنغاري اندرو جي فاجنا. تملك الشركة في رصيدها العديد من الإنتاجات الهولوودية الضخمة كـ «الدم الأول» (1982)، و«غريزة أساسية 2». أما «نادي القطن» (1984 ـ اليوم ـ س:20:00) لفرانسيس فورد كوبولا الذي يعرض اليوم ضمن التظاهرة، فيصوّر نادي الجاز الشهير في هارلم في الثلاثينات. شارك في إنتاج الشريط المنتج والمخرج اللبناني سيلفيو تابت. كذلك، يحضر السينمائي الفرنسي لوي مال في «مدينة اتلانتيك» (1980 ــ 28/4) الذي شارك في إنتاجه اللبناني غابريال بستاني. وقبل عرض لوي مال، نشاهد وثائقي «القاهرة منورة بأهلها» (1991) الذي يأخذنا في رحلة إلى القاهرة عبر عدسة يوسف شاهين. شريط عمل فيه اللبناني غابريال خوري كمنتج تنفيذي.

* «اللقاء الثاني»: حتى 3 أيار (مايو) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية) ـ للاستعلام: 01/204080