كوالالمبور ــ غسان سعود
مليون سائح زاروا ماليزيا عام 2006. وبعدما ودعت “أرض المالاوي” هؤلاء الزوار، تسعى لاستقطاب 22 مليون سائح عام 2007. ولتحقيق هذا الهدف، أطلقت وزارة السياحة الماليزية حملة “زوروا ماليزيا ــ 2007 للاحتفال بعيد استقلالها الخمسين”. ودعت بالتنسيق مع شركة “الاتحاد للطيران” صحافيين ومندوبين عن شركات السفر في أكثر من عشرين دولة، بينهم لبنانيون.
خلافاً لما يتوقعه الزائر، تتساقط الأمطار في ماليزيا بغزارة على رغم ارتفاع درجات الحرارة (تراوح بين 21 و32 درجة مئوية)، وتنتشر الغابات على مدِّ النظر علماً بأن نسبة المساحات الخضراء تتخطى ثمانين في المئة من هذا البلد الذي تبلغ مساحته 329758 كلم مربعاً. ويبلغ عدد سكانه قرابة 25 مليون شخص (أكثر بثلاثة ملايين من عدد السياح المتوقعين لهذا العام).
وتزدحم شوارع العاصمة بالعرب والإيرانيين، وتمتلئ بهم الفنادق، فكوالالمبور بالنسبة إليهم هي المدينة الإسلامية التي تقدم خدمات للسياح والأكثر شبهاً من حيث الرفاهية بالطريقة الغربية، بل إن نمط الحياة فيها شبيه إلى حد ما بأسلوب الحياة الغربية.
الإسلام هو الدين الرسمي للدولة الماليزية، وقرابة 65 في المئة من الماليزيين هم من جذور مالوية، ومسلمون. وفي المقابل قرابة 25 في المئة صينيون أي بوذيون، و8 في المئة هنود أي هندوسيون. والآخرون غير متدينين، يعيشون في الغابات. ويدافع الماليزيون بحماسة عن ممارستهم الخاصة للإسلام مفاخرين بعدم وجود حركات إسلامية متطرفة مثل تلك الموجودة في أندونيسيا والفيليبين. والجوامع هناك موزعة بترتيب في شوارع كوالالمبور، ونجد في شوارع المدن المقاهي المزدحمة، والملاهي التي تقدم المشروبات الروحية، والنوادي الليلية، والتجارة الجنسية.. وسط ما يشبه الرعاية من الشرطة. ويقول شيخ في المدينة إن فرادة إسلامهم تكمن في ديموقراطيته، إذ يمارس المؤمن طقوسه من دون أن يحاول الحد من حرية الآخر.
وعلى صعيد آخر، يرفض الماليزيون المسلمون وضع شعارات دينية مثل “لا إله إلا الله” أو “محمد” حول رقابهم لأن ذكر الله أو رسوله (صلى الله عليه وسلم) لا يجوز في بعض الأماكن. وتُدرس هذه المبادئ في المدارس الرسمية، حيث ثمة حصص يومية لتعليم القرآن باللغة المالاوية. وتتردد في كل البلاد أصوات المؤذنين في أوقات الصلاة الخمسة.
ويفخر الماليزيون بسياستهم الاقتصادية التي تؤكد أن اعتماد التكنولوجيا وثقافة العصر لا تتنافى مع الإسلام. وتجمع الدولة بين المفاهيم الغربية للقانون والعدالة الإسلامية، علماً بأن أنظمة التعليم، والعمل، والقضاء في هذا البلد منسوخة عن الأنظمة البريطانية. وتستكمل زيارة المدينة التي بدأت بالبروز مع رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد في منتصف التسعينيات، بزيارة الأماكن السياحية القديمة المتمثلة في قصر السلطان عبد الصمد، وميدان التحرير، والأماكن السياحية الحديثة المتمثلة في حدائق الحيوانات البرية والبحرية، ودولاب الهواء الأكبر في العالم، وبرجي بتروناس الأعلى في العالم بارتفاع يبلغ 452 متراً قرب برج كوالالمبور رابع أعلى برج في العالم.