بعد خمس مجموعات شعرية ومجموعة قصصية وكتاب آخر ضم مقابلات أدبية، تصدر سلوى النعيمي روايتها الأولى. قد لا تُعتبر “برهان العسل” روايةً متكاملةً، فهي نص سردي يتحرك على حافة الرواية واليوميات والثرثرات الاجتماعية. لكن المهم ليس استيفاء العمل لشروط هذا النوع الأدبي، بقدر ما هي الجرأة التي كُتب بها. وعلى رغم أن الرواية لا تترك ستراً على الحياء الاجتماعي إلا وتزيله، يصعب القول إن النعيمي تهدف بذلك الى شهرة سريعة لأنها تعرف مسبقاً أن ما كتبته ينتمي إلى “البضاعة” التي تصل رائحتها إلى أنف الرقيب العربي فوراً. لا شك في أنّ “برهان العسل” ستحدث ضجة كبيرة، لكن علينا أن ننتبه إلى أن صاحبة هذه الضجة ليست مبتدئة سواء في الحياة أو في الكتابة. إن السبب الذي يجعل رواية النعيمي مثيرة للضجة مختلف عن السبب الذي يجعل روايات ما زالت تحبو في عالم الرواية، تحظى برواج تجاري وقراءات كثيرة. والمقصود هنا هو بعض الروايات السعودية التي تستخدم الجنس لتثير حشرية القارئ وتدفعه للتلصص على مجتمع مغلق كالمجتمع السعودي.
اللافت في رواية النعيمي أنها لا تخفي تبنّيها لكل التجارب التي تعيشها بطلة روايتها، بل إنّ هذه البطلة توحي بأنها نسخة عن المؤلفة. وهذا يدفع القارئ إلى السؤال عن مدى جرأة المؤلفة في تطبيق ما تدعو القارئ إليه على نفسها. فهي تبدو جريئة أكثر حين يتعلق الأمر بالاقتباسات التي تستشهد بها من الكتب، أما في ما يتعلق بما يحدث لها فغالباً ما تلجأ إلى التورية الجنسية غير المباشرة. ومع أن هذه التورية تبدو أكثر إثارة من الكلام الصريح أحياناً، إلا أن البطلة تبدو كأنها تستقوي بالألفاظ الجنسية الواردة في التراث القديم، لكن لا تجرؤ على ذكرها حين يتعلق الأمر بحياتها الخاصة.