أسّست فيكتوريا أوكامبو، زوجة أدولفو بيوي كاساريس مجلة “سور” عام 1931، بعدما تراجع في الأرجنتين حضور رياديي العشرينيات من القرن الماضي. اهتمّت بإدارتها طوال أكثر من أربعة عقود فصلت بين صدور عددها الأول في صيف 1931 وعددها الأخير عام 1992.“سور” التي اتّخذت السهم الموجّه نحو الأسفل شعاراً لها، تخطّت كونها مجلة أدبية مرجعية لتستحيل مشروعاً قائماً بذاته. أدّت دوراً في الدفاع عن التيارات الشعريّة والفنيّة وانخرطت في النقاشات العقائديّة والفلسفيّة والتزمت الخيارات السياسيّة. انفتحت على الكتّاب اليمينيين واليساريين... لكنها ناهضت النازيّة والفاشيّة، واحتفت بفوز الحلفاء في الحرب العالميّة الثانية لتعارض بعدذاك البيرونيّة علناً وتسهم في إسقاط ثورتها “التحريريّة” عام 1955.
كانت المجلة مسكونة بهمّ العصرنة، لكنّها لم تدعُ إلى فكّ الارتباط مع الأسلاف... وقد شكّلت جسر تواصل بين المثقّفين الأرجنتينيين والخارج.
فكرة إطلاق “سور” هي نتيجة تفاعل فيكتوريا أوكامبو، مع الكاتب الأميركي والدو فرانك والفيلسوف الإسباني خوسيه أورتيغا إي غاسي، إضافة الى إدواردو ماييا. قرّرت بتأثير منهم حتماً إيجاد مجلّة تطرح مشاكل الكتّاب اللاتينيين الشباب، وتنشر أعمال الكتّاب الأوروبيين المعاصرين آنذاك... وهذا ما تحقّق بفضل صداقات أوكامبو التي تبدأ ببول فاليري وتصل الى والتر غروبيوس مروراً بلو كوربوزيه وألفونسو رييس.
شكّلت “سور” نقطة تحوّل في الحياة الأدبيّة الأرجنتينيّة، بفضل اهتمامها بترجمة أدباء الصف الأول العالميين الى القشتالية. هكذا توالت على صفحاتها نصوص بورخيس وبيوي وكورتاثار... كتّاب نشرت مؤلفاتهم بعدذاك دار النشر التي ستُلحق بالمجلة عام 1933، شأنهم في ذلك شأن أونيتي ونابوكوف ولوركا وكامو.