رام الله ــ يوسف الشايب
ينظم مسرح عشتار، بين 12 نيسان و28 حزيران، المهرجان الدولي الأول لمسرح المضطهدين في الأراضي الفلسطينية، بمشاركة فرق من أوروبا وأميركا اللاتينية، تُعرض في عدد من المخيمات، والقرى والمدن في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر.
ومن المقرر أن يشارك المسرحي البرازيلي أغوستو بوال، مؤسس هذا النوع من المسرح، وفرقته البرازيلية في المهرجان، علاوة على فرق من إسبانيا وبلجيكا وألمانيا وفرق محلية بينها فرقة مسرح عشتار. وقال إدوار معلم، مدير المهرجان: “تراودنا فكرة المهرجان منذ سنوات، بالتحديد منذ بدأنا الترويج لهذا النوع من المسرح، وخاصة أننا تحولنا في مسرح عشتار، منذ العام الماضي، إلى مركز إقليمي لهذا الشكل المسرحي في فلسطين والدول العربية”.
اللافت أن كل فرقة ستقدم عروضاً في المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية، وكذلك ستقدم كل منها ورشة عمل عن طريقتها في تقديم هذا النوع من المسرح الذي ينتصر لقضايا المهمّشين والمضطهدين، ويرفض أن يكون الجمهور متلقّياً سلبياً، إذ يشارك بنفسه في التمثيل على خشبة المسرح، ولعله يسهم في تغييرٍ ما يخصّ الشخصية الأكثر تعرضاً للاضطهاد في النص المقدّم.
وأضاف معلم: “مواضيع المسرحيات وأشكال العروض مختلفة. فالفرقة الإسبانية ستقدم عرضها عن جدار الفصل العنصري، استناداً إلى مشاهداته ودراسته التي قام بها في فلسطين خلال العام الماضي، فيما تقدم الفرقة البلجيكية عن علاقة البلجيكيين بالعرب المقيمين في بلجيكا، من خلال قصة حب تربط شاباً من المغرب العربي بفتاة بلجيكية، وما يتعرض له الشاب من مشاكل جراء هذه العلاقة. وكذلك تنحاز الفرقة الألمانية إلى طرح علاقة الألماني بغير الألماني، عبر عمل مسرحي مبتكر. أما الفرقة البرازيلية فتقدم عرضاً يتحدث بصورة جندرية عن علاقة الرجل بالمرأة، ويعتمد بشكل كبير على الحركة والصورة، لا على الحوار”.
أما بالنسبة إلى الفرق الفلسطينية، فالمواضيع التي تطرحها يغلب عليها الطابع الاجتماعي كالزواج المبكر وجرائم الشرف وعمالة الأطفال، ومعاناة العمال في جنين جراء جدار الفصل العنصري.
وينظم المهرجان، بالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن القطان، سلسلة ندوات لخبراء في المسرح من الولايات المتحدة وأوروبا والبرازيل عن المسرح التعبيري، والمسرح والاضطهاد، والمسرح في التعليم.
وشدّد رئيس اللجنة العليا للمهرجان وليد أبو بكر على خصوصية مهرجان مسرح المضطهدين الدولي، لكونه المهرجان الأول من نوعه في المنطقة العربية والثاني على مستوى العالم بعد البرازيل.
يشار إلى أنّ مسرح المضطهدين تأسّس في ستينيات القرن الماضي، على يد المسرحي البرازيلي أغوستو بوال Augusto Boal، كرد فعل على الواقع السياسي، والاضطهاد الذي ساد في البرازيل وأميركا الجنوبية في زمن الديكتاتوريات المختلفة، ويهدف إلى “التحرر، عبر خلق واقع جديد لم يكن موجوداً من قبل”.