عساف أبو رحال
على الطريق الدولية في بلدة الرفيد في قضاء راشيا “حطّ” أبو خالد القادري (63 سنة) رحاله، وافتتح مطعماً صغيراً لبيع السندويشات، وهو بنظره حلقة من تاريخ حياته. من يعرف أبا خالد المقاوم الذي تحدّى برد حرمون وسط ظلام دامس، لا يتوقع أن يتحول يوماً لممارسة عمل بعيد عن السياسة. فهو معروف بـ“شيوعيته التي لا تتناقض مع إيمانه الديني”، كما يقول.يعتبر أبو خالد عمله الحالي في “بيع السندويشات” وسيلة لتوفير لقمة عيش عياله. ويقول: “هذا ليس عيباً ما دمنا نكسب مالنا بعرق الجبين”.
والى جانب عمله في “المطعم”، عُرف عن أبي خالد أنه يمارس عملاً آخر وهو “تحضير “الأرواح الربانية” من خلال تلاوة آيات قرآنية وذلك بهدف إيجاد علاج للمرضى، وفك السحر، وفك عمل تابعة أو قرينة”، وهو يقوم بمساعدة المعروفين لديه من دون أي مقابل. يرى أبو خالد أن “فك السحر عملية معاكسة للعمل الشيطاني، والأعمال السحرية السيئة حرّمها الله لأنها منافية للشرع، أما فك التابعة فإنها تلازم صاحبها، والقرينة تولد مع الإنسان”. ويؤكد أن زبائنه من الرجال والنساء وأنه “لا يتعاطى مع موضوع العلاقات العاطفية بين الشباب”، وان عمله يتركز على “فك الكتابات المسيئة، وهذا العمل يرتبط بالدين ولا يتعارض مع فكري الحزبي الماركسي، ولا مع عقيدتي في بناء مجتمع علماني”. ويرى ان “الأحزاب ليست ضد الأديان والشرائع السماوية، وتحديداً الحزب الشيوعي اللبناني صاحب الباع الطويل في احترام الإيمان والعقائد الدينية عامة”. ويؤكد أبو خالد “أن علم الغيب عند الله، ولكن يمكن التبصّر فيه قليلاً ولأيام معدودة”، مشيراً الى أنه يرى “مستقبلاً جيداً للبنان”.