بيار أبي صعب
يوم المسرح العالمي تقليد أرسته “المؤسسة الدوليّة للمسرح” (التابعة لـ“أونيسكو”) منذ 1961. ودرجت على الاحتفال به في 27 آذار (مارس) من كلّ عام، المؤسسات والجمعيات الخاصة والرسميّة... من دون تمييز بين عالم متطوّر يتمتّع بتقاليد مشهديّة عريقة، وعالم متخلّف يحاول فنانوه التأسيس لتقاليد ثقافيّة في مجتمعات تسعى إلى الحريّة والرغيف... ولمَ لا يكون فنّ الفرجة من أدوات تحقيق التنمية والعدالة والمساواة؟
لا ندري إن كان مناسبة للاحتفال بالنسبة إلينا نحن العرب. بماذا نحتفل؟ المسرح العربي حقق حضوراً في العاصمة اليابانيّة بالأمس. “مهرجان الخريف” المقبل في باريس، سيحتفي بفنّانين من لبنان ومصر وغيرهما. لكن ما هي الفرص المتاحة أمام الفرد العربي كي يشاهد كل تلك التجارب المميّزة في مدينته، ويتفاعل معها؟ أي دور تؤديه المؤسسة التربويّة، والمؤسسة الإعلاميّة (التلفزيون تحديداً)، في نشر تقاليد التعاطي مع الفنون المشهديّة؟ أين شبكات الإنتاج والتوزيع؟ ربيع مروّة يقدّم في بيروت عرضين أو ثلاثة من أضخم عمل له... ثم يهرب من قحط الواقع المحلّي ــ بين شحّ الفضاءات، وبلادة المرافقة الإعلاميّة، وبطش الرقابة البلهاء والقروسطيّة ــ ليقدّم مئتي عرض من العمل نفسه حول العالم.
في دمشق لا أحد يفهم ماذا خطر لرئيس “اتحاد الكتاب العرب” الجديد (ما اسمه؟)، كي يقرر الإساءة إلى أحد أكبر كتّاب المسرح العربي في القرن العشرين. ارتأى الأستاذ X أن سعد الله ونّوس ليس كاتباً، بل منتحل سرق عن أبي خليل القبّاني. لا تقولوا لهذا البيروقراطي المسكين، إن بريخت أيضاً سرق عن شكسبير، فيضطر إلى اتخاذ اجراءات بحقّه.
قبل 11 عاماً، أي قبل رحيله بعام واحد، كتب صاحب «حفلة سمر...» الكلمة التي تلقى في يوم المسرح من على منابر العالم أجمع. قال إننا محكومون بالأمل، وما يجري لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ. هذه السنة عهد بالمهمّة إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة. بعد جان كوكتو ولورانس أوليفييه وبابلو نيرودا ولوتشينو فيسكونتي وبيتر بروك وأوجين يونسكو وإدوارد ألبي وفاتسلاف هافيل وفتحيّة العسّال وأريان منوشكين... ما رأيك يا سعد الله؟ أما زلت تقول إنها ليست نهاية التاريخ؟