محمد خير
الترويج للفضائيات لم يعد يقتصر على الإعلان التقليدي، فالمواقع الإلكترونية باتت تلعب دوراً أساسياً في مجال الدعاية. لكنّ الشبكة العنكبوتية سيفٌ ذو حدين... فإلى أي مدى نجحت الواجهات الافتراضيّة في تحسين «سمعة» المحطات العربيّة؟

هل تنشئ الفضائيات العربية مواقعها على الإنترنت مسايرة الموضة، أم لتحقيق أهداف محددة؟ وهل تدير هذه الفضائيات مواقعها على الشبكة بوصفها «ملاحق» للقناة التلفزيونية، أم كياناً مستقلّاً تحريرياً؟ وأخيراً، هل يمكن أن ينجح الموقع فيما المحطة نفسها فاشلة، أو العكس؟ جولة على عدد من مواقع المحطات العربية على الإنترنت، كافية للخروج ببعض الإجابات.
على رغم بعض الاتهامات التي تطال موقع قناة «العربية» الإلكتروني، التي يتلخص معظمها في غلبة الإثارة على الأداء المهني للموقع، وخصوصاً في صياغة عناوين الأخبار والتقارير، لا شكّ في أنّ «العربية. نت» www.alarabiya.net هو الأكثر نجاحاً بين مواقع المحطات التلفزيونية، خصوصاً الإخبارية. وتدل على ذلك أعداد المشاركين في الاستطلاعات على الموقع، وهي تساوي أضعاف مثيلاتها على موقع «الجزيرة» www.aljazeera.net، وهو الموقع الذي لا يتوقف القائمون عليه عن تطويره إلى الأسوأ! إذ يعاني عدداً من العيوب الأساسية، أهمها البطء الشديد في التصفّح، بسبب الإفراط في استخدام الغرافيك، والإصرار على وضع شريط أخبار متحرك، إضافة إلى تحريك الصور بتقنية الفلاش، وسوء الخدمات التفاعلية، والألوان الفاقعة الحمراء والبرتقالية، في مقابل الألوان الهادئة كالأزرق والرمادي في «العربية». أما الفارق الأبرز بين «العربية نت» و»الجزيرة نت»، فيتلّخص في أنّ المستخدم يمكنه التعامل مع الأول على أنه منتدى خبري منفصل عن القناة، وله سياسة تحريرية مستقلة. أما موقع «الجزيرة» فهو ملحق للقناة التلفزيونية، وأكثر ما يمكن الإفادة منه هو معرفة مواعيد البرامج وأسماء المذيعين وسيرهم الذاتية. ويبدو أن القناة الأنجح تلفزيونياً، لا تهتم كثيراً بالتواصل على الإنترنت، حتى أنها لم تنشئ مواقع متخصصة لقنواتها الجديدة مثل «الوثائقية» أو «الأطفال». وفيما تتميز الصورة في موقع قناة «الحرة» www.alhurra.com بالأناقة، انعكس البرود الذي استقبل به الناس المحطة على استقبالهم للموقع. وهو بدوره مجرّد نسخة انترنت من القناة، وتبدو صياغة الأخبار والتعليقات فيه باردة، كتلك التي قد تقرأها في طبعة «نيوزويك» العربية. وينطبق ذلك على الاستفتاءات التي ينظمها وتوحي للمتلقي بأنها صادرة عن مركز الـ«سي آي إيه»، فهي على غرار: «هل تعتقد أنه في إمكان الدول المجاورة للعراق التأثير إيجاباً في اتجاه تحسين الوضع الأمني هناك؟ نعم أم لا».
يبدو الأمر مختلفاً في مواقع قنوات المنوّعات، وخصوصاً الأفلام. الفارق بين موقع كلّ منها ليس كبيراً، والهدف منها هو مجرد عرض خريطة الأفلام على القناة مرفقة بمواعيد عرضها. لكن أكثر ما يلفت النظر، هو أنّ معظم مواقع قنوات الأفلام لا تعرض جداول مستقبلية لأكثر من يومين، باستثناء «أوربت» www.orbit.net وتليها شبكة «شو تايم» www.showtimearabia.com.
في الوقت الذي تعرض فيه الشبكتان الأخيرتان جداول مفصلة لطرق الاشتراك وبطاقات الأسعار، يبدو غريباً في موقع شبكة «إيه آر تي» (التي تقدم تعريفاً عن أفلامها)، غياب أي معلومة عن أسعار البطاقات سواء الخاصة بالأفلام أو الرياضة. الشبكة التي لا تتوقف عن المطالبة بحقوقها المادية، لا تسهّل معرفة أسعارها من خلال موقعها. ولا بد لمن يرغب في الاشتراك أن يعاني كثيراً خلال الاتصال بالمحطة والانتظار طويلاً مع الخطوط المشغولة دائماً. وعلى رغم أن ”شو تايم» تعرض أسعارها على موقعها الإلكتروني، يبقى استخدامه معقّداً للغاية. أما موقعا أفلام «روتانا» و»ميلودي»، فكلاهما مدمجان في نفس الموقع مع بقية القنوات الترفيهية لـ»ميلودي» www.melodytv.net و»روتانا» www.rotana.net. بالتالي، فإن الضغط الكبير على موقع كل منهما، هو نتيجة كثرة مستخدمي صفحات الأغاني، وتحميل الأغاني ورنّات الموبايل، ما ينطبق أيضاً على موقع قناة «مزيكا» المخصص للأغاني. يذكر أن شعبية موقعي «ميلودي» و «مزيكا» لا تنبع من الكم الكبير من الأغاني المضافة إلى كل من الموقعين فحسب، بل لأنهما يعرضان كليبات مُنعت عن الشاشة التلفزيونية.
ومن أبرز مواقع القنوات العامة موقع تلفزيون «دريم» www.dreams.tv، لكنّه يعاني مشكلة عدم انتظام عرض جداول بث البرامج. وكثيراً ما يجد المستخدم عبارة «لا يوجد جدول بث لهذا اليوم». وفي حين تهيمن دعاية برنامج «سوبر ستار» على واجهة موقع قناة المستقبل www.futuretvnetwork.com، منذ النسخة الأولى للمسابقة حتى اليوم، فإن موقع «أل بي سي» www.lbcgroup.tv يفتقر إلى شخصية خاصة، ويحفل بالكثير من الفلاشات المزعجة بألوان فاقعة. إلا أنّ استخدامه أسهل من موقع «المستقبل» الذي تختلط فيه العربية والإنكليزية من دون منطق، وسيجد من لا يجيد الإنكليزية صعوبةً في تصفّح الموقع. أضف إلى ذلك أن «ال بي سي» تحدّث شبكة برامجها على الموقع، وتعلن عن الحلقات الجديدة، فيما يغيب ذلك عن موقع شقيقتها اللبنانية. ويبرز في الموقعين اهتمامهما بنقل أبرز الأحداث السياسية المحلية والإقليمية.