بيسان طي
هل تعرف الأجساد المتخفية خلف ستار الخوف أن اليوم عيدها؟ وأنها ـــ لو أرادت ـــ تستطيع أن تفلت من “السجون” لتملأ الأرض رقصاً أربعاً وعشرين ساعة؟
إنه العيد الذي لا يعرف به إلاّ قليلون: يوم الرقص العالمي. دق الطبول لا يصم الآذان بل إننا لا نكاد نسمع المزامير والدف وعزف أوتار العود، ولا نرى الراقصين والراقصات في الشوارع يتظاهرون ـــ بأجساد تتمايل ـــ من أجل الاعترافات الشعبية بحقهم في عيدهم.
عام 1982 احتُفل للمرة الأولى بيوم الرقص، وجاء ذلك تلبية لمطالبات لجنة الرقص الدولية التابعة للمعهد العالمي للمسرح في منظمة اليونيسكو.
وقد اختير 29 آذار تاريخاً لهذا العيد أي في ذكرى ولادة مبتكر رقص الباليه الحديث جان جورج نوفير (1727 ـــ 1810).
“الرقص لغة عالمية، إنه سفير دولي من أجل السلام في الأرض” هذا ما قالته ساشا والتز التي توجه اليوم رسالة هذا العام. ذكّرت بأننا “نرقص في أعياد الميلاد وحفلات الزفاف، نرقص في الشوارع والصالونات، في الكواليس، نرقص لنعبر عن أفراحنا وأحزاننا”.
الراقصة، ومصممة الرقصات، المولودة في كارلسروخ في ألمانيا ألبست الرقص “زياً” سياسياً من أجل المحبة.
الرقص لا يشبه الحروب والصراعات وسياسات التقاتل من أجل المصالح، إنه لغة ترفض أن تسيل الدماء بهدف أن ينهش قليلون من البشر الكثير من خيرات الأرض. لذلك ربما قالت ساشا إن “الرقص لغة من أجل المساواة والتسامح... إنه يطوّر إحساسنا بالأشياء، ويعلمنا كيف ننتبه لجمال اللحظة التي نعيشها”.
متابعة نشاطات مدارس الرقص العالمية تؤكد أنها تجهد لتكريس المفهوم الذي تحدثت عنه ساشا.
وتعمل لجنة الرقص الدولية على دعم التظاهرات ومهرجانات الرقص العالمية، فــــــــتمول جـــــــزءاً من تكاليفها أو تقدم لمنظميها دعماً لوجستــياً وتقنياً واستشارات فنية، وتشترط مشاركة فرق وراقصين من ثلاث دول على الأقل لمساندة أي مهرجان.
في هذا اليوم تحديداً، يجدر بالراقصين وعشاق هذا الفن أن يتجرأوا على طرح السؤال التالي: “لو اعتمد العالم قيم الرقص، واعترف بمكانته الفنية والثقافية، فهل كان من الممكن أن يجد أبطال الجرائم الإنسانية مكاناً لهم تحت الشمس؟”.