القاهرة ــ محمد محمود فيما تسابق شركة “الجابري” الزمن حتى يبدأ تصوير مسلسل “أولاد الليل” لجمال سليمان، المزمع عرضه في رمضان، أفسد ممدوح الليثي، المنتج المعروف ونقيب السينمائيين في مصر، تلك الخطط ولو مؤقتاً. إذ طالب بدفع 100 ألف جنيه مصري مقابل السماح للمخرجة السورية رشا شربتجي بالعمل في الدراما المصرية. وهو بذلك يفتح من جديد ملف الفنانين العرب في مصر والعقبات التي تواجههم. وأصرّت شركة “الجابري” على رفض شروط الليثي “المبالغ فيها”، على حدّ قول حسني صالح المدير العام للشركة. وأكد صالح في اتصال مع “الأخبار” أن الشركة تفكر جدياً في نقل تصوير المسلسل إلى سوريا إذا استمرّ موقف الليثي على ما هو عليه، واصفاً المبلغ المطلوب بأنه “خارج عن المنطق”، خصوصاً أن المتوسط في هذه الحالة لا يزيد على عشرين ألف جنيه. في الوقت نفسه، أكد صالح أن شربتجي، عضو في نقابة الفنانين في سوريا وبالتالي لا يصحّ أن تدفع رسماً باهظاً حتى تعمل في مصر، وإلا دفع مواطنها حاتم علي واللبناني أسد فولادكار المبلغ نفسه، إذ إن المساواة في الظلم عدل.
شربتجي لم تعلق على الخبر، مؤكدة أنها مشغولة بترشيحات أبطال المسلسل، وقد اتفقت مع أسماء عديدة لكن القائمة النهائية لن تعلن حالياً. وأشارت إلى أنها سلمت الشركة المنتجة شهادة رسمية تثبت عضويتها في نقابة الفنانين بسوريا، لاستخدامها في الحصول على تصريح من نقابة السينمائيين في القاهرة. وتضم قائمة الممثلين الذين اختارتهم رشا كلاًّ من منة شلبي وغادة عبد الرازق وحسن حسني ورشوان توفيق وتوفيق عبد الحميد وعلاء مرسي وحسن عبد الحميد وسميرة عبد العزيز وفادية عبد الغنى وخيرية احمد ومي نور الشريف.
لكن هل يقبل كل هؤلاء، في حال موافقتهم على المشاركة، مغادرة مصر للتصوير في سوريا؟ يجيب مدير شركة “الجابري” بأن معظم أحداث المسلسل ستصوّر أساساً خارج مصر. وكان من المفترض أن تصور مشاهد “بورسعيد” خلال أسبوعين فقط، لذا “يمكن اختيار أي مدينة سورية ساحلية بدلاً من بورسعيد، خصوصاً أن المسلسل في البداية كان معداً للدراما السورية قبل أن تتم مصرنته على يد السيناريست سماح الحريري، وبالتالي ستزيد النفقات فقط في ما يتعلق بتكلفة سفر الممثلين وإقاماتهم”. يذكر أن الحريري اعتذرت أخيراً عن متابعة كتابة السيناريو بسبب اختلاف في وجهات النظر، وهو ما سيضع العمل أمام مشكلة ثانية حرجة، إذا لم تتراجع السيناريست عن موقفها. وأشار صالح إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الليثي من أجل الوصول إلى نقطة تفاهم.
وكان الليثي اعترض قبل أشهر على إخراج اللبناني فولادكار لفيلم سينمائي، لكن الصلح تم سريعاً وبدأ صاحب “لما حكيت مريم” بتصوير مسلسل “واحد وست ستات”. ويستعد محمد عزيزية لدخول السوق المصري ليلحق بزميله حاتم علي. الغريب أن الليثي لم يتعنت سابقاً في مواقفه ضد الفنانين العرب، الأمر الذي يشير إلى ضغوط انتخابية وراء هذه القرارات المفاجئة. وهو بحكم منصبة نقيباً للسينمائيين، مطالب بتوفير فرص عمل لأعضاء النقابة الذين اعلنوا عدم رضاهم عن تحصيل نقابتهم لتلك الرسوم حتى لو كانت باهظة لأنها تدخل خزينة النقابة من دون أن تساعدهم في الحصول على فرصة عمل. ولهذا أيضاً اطلق اشرف زكي، نقيب الممثلين، تصريحاته النارية ضد الوجوة العربية الجديدة فور تولّيه منصبه، لكنه سرعان ما تراجع وحدد بنوداً من السهل الالتزام بها. ويتحدث “أولاد الليل” عن تاجر تحف في بورسعيد يواجه مجموعة تجار يهود.