أسّس المغنّي والموسيقي السوري بشار زرقان “دارة الفنون” في بيت دمشقي قديم، يبعد خطوات معدودة عن الباب الشرقي لمدينة دمشق القديمة، كي تكون ملتقى لحوار المبدعين في العالم. وكان هذا المشروع حلماً يراوده منذ سنوات. أن يجد فضاء ثقافياً تتجاور فيه مختلف الفنون في حوار مستمر وخلّاق، تتمازج بين جدرانه إيقاعات مختلفة للون والصورة والصوت.افتتح “دارة الفنون” الشاعر محمود درويش في الربيع الماضي، وسُمّيت إحدى قاعات الدارة باسم صاحب “لماذا تركت الحصان وحيداً”. هذه المرة حضر أدونيس إلى الدارة ووضع أصابع يده اليمنى على لوحة تذكارية من الطين على باب قاعة أخرى كي تحمل اسمه.
وقد شهد هذا الفضاء الأهلي منذ انطلاقته أكثر من ورشة عمل في الموسيقى والشعر والغناء والرواية، في رهان على التجارب الجديدة والمتمردة. هذا إضافة إلى تجارب إبداعية عربية أصيلة، أمثال: قاسم حداد، إبراهيم أصلان، ممدوح عزام، كنان العظمة وهالة رسلان.
يطمح بشار زرقان إلى تحويل هذا المكان إلى مشغل إبداعي دائم، في مسعى لتقديم صورة أخرى ومختلفة لمدينة دمشق بوصفها بيئةً خصبةً للإبداع، بعيداً من صورتها الرسمية المؤطّرة ورسم أفق جديد ومغاير للإبداع، وتأصيل تيار ثقافي ينهض على المبادرات الشابة.