strong>محمد محمود
بعد نجاحه السينمائي وتصدره قائمة أبرز نجوم شباك التذاكر في السينما المصرية، قرر كريم عبد العزيز أخيراً البدء بتنفيذ مشروعه التلفزيوني المؤجل من العام الماضي، ليطل في مسلسل “هيما”، المتوقع عرضه في رمضان المقبل.
وإذا تمت الخطوة المؤجلة، فسيعلن ذلك بداية تراجع السينمائيين الشباب عن مقاطعة التلفزيون الذي بات ساحة خالية أمام النجمات فقط... وفيما قررت منى زكي وحنان ترك ومي عز الدين خوض التجربة، وتحملت كل منهن مسؤولية بطولة مطلقة، ظلّ النجوم الشباب بعيدين عن التلفزيون. إذ آمن هؤلاء طويلاً بمقولة الشاشة الصغيرة “تحرق” نجوم الفن السابع. لذا كان محمد هنيدي وأحمد السقا وأحمد حلمي ومحمد سعد يبررون غيابهم التلفزيوني بعدم توافر النصوص المناسبة، خصوصاً تلك التي تشدّ الناس طيلة 30 حلقة، ولا تؤثر في الإقبال على أعمالهم السينمائية التي قد تعرض لاحقاً. أضف إلى ذلك أن نجاح المسلسلات، وعلى رأسها تلك التي تدخل سباق رمضان، ليس مضموناً. حتى إن أعمال الكبار لا تنجو من النقد العنيف، فكيف ستكون الحال مع نجوم السينما عندما يحلّون ضيوفاً على الشاشة الصغيرة. وقبل كل ذلك، هناك المردود المادي الذي له دور أساسي، إذ إن متوسط الأجر الذي يحصل عليه بطل المسلسل عادة يقارب 2 مليون جنيه، على أن تمتدّ فترة التصوير لأشهر، فيما يحصد نجم الشباك الرقم نفسه مقابل مدة تصوير لا تزيد على شهرين. ولعلّ تجربة المطرب مصطفى قمر مع التلفزيون خير مثال على مخاوف نجوم السينما من الشاشة الصغيرة. استغرق تصوير مسلسله الأول “على يا ويكا” عاماً كاملاً، الأمر الذي أدى إلى غياب قمر عن السينما وسوق الكاسيت أيضاً. وهو كان طرق باب الشاشة الصغيرة، بعدما اعتذر كريم عبد العزيز عن تقديم المسلسل نفسه. إذ قرر الأخير عدم المجازفة بالتلفزيون إلا مع الفريق الذي يتعامل معه في السينما، خصوصاً كاتبه المفضل بلال فضل الذي أنجز معه خمسة أفلام آخرها “محطة مصر”، وحققت كلها النجاح.
واستقر الثنائي على مسلسل “هيما” الذي بدأ بلال كتابته منذ عامين تقريباً. وتدور القصة حول شاب مكافح يرصد في شكل كوميدي تغيرات المجتمع المصري من خلال رحلته في البحث عن حياة أفضل. وتتولى مهمة الانتاج شركة “الباتروس”، فيما يوقع العمل المخرج أحمد نادر جلال في رابع تعاون له مع بلال فضل. وكان نجاح الثلاثي عبد العزيز وفضل وجلال في فيلم “واحد من الناس” الذي عرض أخيرا، قد شجّعهم على إحياء مشروع المسلسل.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن كريم عبد العزيز وأحمد حلمي قدما في بدايتهما مسلسلاً واحداً قبل أن ينصرفا معاً إلى السينما عبر فيلم “عبود على الحدود” ليتنافسا في معظم المواسم اللاحقة على الأفلام ذات البطولة المطلقة. أما محمد هنيدي ومحمد سعد وأحمد السقا، فقد ظهروا في عشرات المسلسلات عبر أدوار ثانوية قبل أن تفتح لهم السينما ذراعيها، ويديروا ظهورهم إلى التلفزيون.