عندليب دندش
كان شبان صغار يمضون الأسبوع الماضي سهرة في قرية يونين البقاعية، عندما سمعوا أصواتاً غريبة قرب المنزل الذي جمعهم و“حرطقة وطرطقة”، فخرجوا للبحث عن مصدر الصوت، ولمحوا في الظلام الدامس جسماً ما يهرول بدا وكأنه رجل ينحني خوفاً من أن يراه أحد.
تخوّف الشبان وقرروا اللحاق به وتتبعه من بعيد لمعرفة سره فقد يكون جاسوساً أو لصاً. تناولوا بنادق الصيد وحملوا فوانيس الليل وتتبعوا خطواته.
ساروا بهدوء وحذر. تقدم اثنان منهم في “الخط الأمامي”، وتولى آخران حمايتهم من الخلف تحسباً لهجوم قد يشنه رفاق ذلك اللص.وبعدما قطعوا مسافة طويلة من دون التأكد من حقيقــــــــــة هذا “الجسم الغريب” اقـــــــــــتربوا منه أكثر، وصرخ بــــه أحدهم: “قف يا هذا وإلاّ سأقـــــــــــــــتـــــلك”. سارع “الشبح” خطواته، فأطلق الشبــــــــان الرصاص على رجليه. وكانت مفاجأتهم كبيرة حين أضاؤوا الفوانيـــــس ليكتــــــشــــــــــفوا ان هذا الشبح ليس سوى حمار أحد الجيران وقد هرب لتوه من المزرعة. وقد جرح الحمار أيضاً بسبب الطلقات التي رمي بها.
لم تنته القصة من دون أضرار فقد سقط أحد الشبان خلال عملية الملاحقة وكسر رجله، وقد اضطر إلى ملازمة البيت لفترة حتى يتمكن من المشي مجدداً.