فاطمة داوود
لم توقف وفاء الكيلاني برنامج “فيها ايه” بسبب
خلاف مع “روتانا”، بل لأنها تبحث عن “عرض مغر” يثبت تفوقها وتواصل من خلاله تسليط الضوء على “العقد النفسية المتراكمة” عند الفنانين العرب


يوم أقامت “روتانا” مؤتمراً في بيروت للإعلان عن إطلاق قناة للطرب، لم يكن جميع الصحافيين اللبنانين يعرفون تلك المذيعة الشابة الآتية من القاهرة لتقدم برنامجاً يدعى “غنيلي”. لكن وفاء الكيلاني سرعان ما لفتت الأنظار إلى برنامجها الثاني الذي عرض على “روتانا موسيقى”، واعتمدت فيه طريقة حوار تشترط الجرأة ومواجهة الفنان قبل كل شيء. اليوم، وبعد سنة تقريباً، ها هي توقف عرض “فيها ايه” بسبب انتهاء عقدها مع الشركة المذكورة. وفي حديثها إلى “الأخبار”، تؤكد انها ستبدّل حلّة البرنامج إذا قررت، مع “روتانا”، تقديم جزء ثان منه. ترفض الكيلاني التكرار ولا تتحمل الفشل، وتقول: “استضفت عشرات الفنانين، ونجحت في نبش ذكريات مؤلمة من ماضي بعضهم، ووضعت الإصبع على جراح الطفولة لبعضهم الآخر، كما سلّطت الضوء على عقدهم النفسية”.
رافقت التحديات وفاء طيلة عرض حلقات البرامج، سواء بالنسبة إلى محاورة نجوم لامعين أو استضافة مغني الصف الثاني. لكنها لم تكترث يوماً بالانتقادات التي طاولت بعض ضيوفها، فهي إما اكتسبت النجومية من بعض المطربين، أو صنعت نجومية أسماء الصف الثاني، وأثارت علامات استفهام حولهم.
والكيلاني التي تعدّ برنامجها بنفسها، تعترف بأن الإعداد الجيّد ليس كافياً لجذب المشاهدين. وتوضح: “هناك الجرأة في طرح الأسئلة، ومحاولة إحراج الفنان حتى يكشف أسراراً حميمة مثل معاناة دينا حايك مع المرض حتى سنّ الـ 12، أو طفولة شيرين عبد الوهاب القاسية”. لكن ألا تخشى من اتهام برنامجها بالتفاهة بسبب تدخلها في تفاصيل شخصية قد لا تهمّ المشاهد؟ تجيب بحماسة: “لكل برنامج جمهوره... حاولت كسر القيود التقليدية التي أوقعت البرامج الحوارية الفنية في فخّ الرتابة. لذا، سعيت إلى تقديم صورة مختلفة عن الفنان: أظهر انه انسان مثلنا، يبكي ويضحك ويتألم... وهذا هو سرّ نجاح برنامجي”. وبماذا تردّ على من اتهمها بالوقاحة وعدم احترام الضيوف ودفع معظمهم إلى البكاء؟ تجيب: “لا أسعى إلى سبق صحافي بل لكشف شيء جديد. أنا فخورة بما فعلته، وإن كان يقال بأنني أسخر من معاناة الآخرين، فهذا ليس صحيحاً. إنه حسّ الفكاهة فحسب الذي هو علامة فارقة في طبيعة الشعب المصري”.
وهل تقبل إذاً أن يتوغل أحدهم في ماضيها كما تفعل هي مع ضيوفها؟ تردّ بعفوية وصوت عال: “أنا لست نجمة حتى يهتم الآخرون بتفاصيل حياتي”!
من الصافي إلى الشويري
افتتح “فيها إيه” مع المطربة السورية أصالة، ثم استضاف وديع الصافي وصباح وميادة الحناوي وغيرهم، واختتم مع جاد شويري. والكيلاني تعزو ذلك إلى الظروف الأمنية التي يعيشها لبنان، والتي حالت دون زيارة المطربة الإماراتية أحلام لاستديو البرنامج في حلقته الأخيرة. وتضيف: “لم أستضف الشويري على أنه مطرب، بل ظاهرة فنية، تمتلك قاعدة جماهيرية في كل الدول العربية، على رغم الانتقادات الموجهة إليه”.
في النهاية، تكشف الكيلاني عن العروض المغرية التي تلقّتها من فضائيات عدة، بعدما أثبتت انها “محاورة جيدة”. لكنها تتريث في اتخاذ القرار النهائي ريثما تتضح الرؤية بشأن جلسات التشاور التي تجريها مع “روتانا”. وهي لا تنكر نيتها في البحث عن برنامج جديد يثبت “تميّزها”، وإلاّ فإن أي تراجع سيجبرها على الزواج وإنجاب الأطفال... وما زادها إصراراً على البحث عن الاختلاف، هو حلولها في المرتبة الثانية كأفضل مذيعة عربية بعد جيزيل خوري، متفوقة على زميلاتها شذى عمر وهالة سرحان وخديجة بن قنّة، في استفتاء اجرته إحدى المطبوعات الخليجية أخيراً. وهي تلوم طموحها المهني الذي حرمها من الاستقرار، على رغم إقامتها علاقة عاطفية مع شاب لبناني منذ ثماني سنوات، وتأجيلها موعد الزفاف مرات عدة. لكنها تؤكد ضاحكة: “سأدخل القفص الذهبي هذا العام، وعن سبق إصرار وتصميم”.