رامح حمية
اعتماد “اللعبة الديموقراطية” في المدارس لا يعني أنها ستتم بشكل سليم، فقد اختارت بعض المدارس أن تسمح لتلامذتها باختيار ممثليهم عبر انتخابات سنوية، وبدأ عدد من الخاسرين يشككون في النتائج المعتمدة للتصويت. وبعدما اتهم تلميذ في البقاع الغربي منافسه بتقديم رشى من البيتزا للناخبين طعن محمد ضاهر (12 سنة) بشرعية الانتخابات المدرسية، التي جرت داخل صفه السادس، في إحدى مدارس غربي بعلبك الرسمية، بعدما تفوّقت عليه زميلته سارة صلح بأكثر من عشرة أصوات.
واعتبر محمد انه تعرّض “للغش والخيانة” من زملائه، لأن منافسته أخذت عقولهم وقال: “حتى الأساتذة كانوا يضحكون لها، ويسهّلون أمورها، فيما منعوني من القيام بجولتي الانتخابية لدى أصدقائي داخل الصف”.
محمد كان يتحدث بحماسة وكثير من العصبية والتشنّج وكان يطلق السباب “ضد من ساهموا في إسقاطه” وفق ما قال. وكشف المرشح الصغير انه اشترى قبل يومين من موعد الانتخابات كيس بطاطا لكل واحد من زملائه، وقنينة عصير، ليوافقوا على انتخابه، معترفاً بأنه تخلى عما جمع منذ شهور في “القجة” كي يحقق النجاح. لا يزال محمد، على رغم خسارته، يصرح بأنه الأجدر بتمثيل زملائه، وهو وضع برنامجاً انتخابياً طالب فيه إدارة المدرسة بإجراء حفل لمناسبة الأعياد.
سارة التي بدت أكثر تعقلاً ودلعاً وهدوءاً من محمد، أسفت لخسارة زميلها، وقالت ان نجاحها جاء نتيجة مشروعها الانتخابي الواقعي الذي يقضي بالسعي بواسطة والدها، وهو عضو بلدي في إحدى قرى غربي بعلبك، لأن تتولى البلدية توفير مادة المازوت للتدفئة في المدرسة.
خسر محمد الانتخابات، ونجحت سارة وبقي زملاؤها وأساتذتها بانتظار “التدفئة” الانتخابية التي وعدت بها المرشحة الناجحة.