جوان فرشخ بجالي
عثرت “مديرية آثار ريف دمشق” على نقيشة من العصر الروماني (القرن الثالث بعد الميلاد) في منطقة سهل الزبداني. ويمثل النقش في الحجر الكلسي الصلب امرأة جميلة تحمل على صدرها قلادة نُحتت عليها صورة صغيرة لوجه واضح المعالم، ويعلو رأسها جبهة مثلثة الشكل شبيهة بواجهات المعابد الرومانية. ويبدو الحزن على معالم وجه المرأة المحفور في الحجر وهي ترتدي زياً مزخرفاً بحراشف السمك المتدرجة. وهذه الزخرفة نادرة الوجود على التماثيل أو في النقوش الحجرية، ما يعطي لهذا الاكتشاف أهمية كبرى.
يبلغ ارتفاع هذه المنحوتة من الحجر الكلسي القاسي قرابة المتر وعرضه حوالى 60 سنتيمتراً. وقال محمود حمود مدير آثار ريف دمشق إن المنحوت يكتسب أهمية كبرى لأنه من التماثيل القليلة التي اكتشفت في هذه المحافظة. وأضاف أن النقش قد يعود لأحد الآلهة التي كانت تعبد في المنطقة خلال العصر الروماني وقد نحتت لتوضع في أحد المعابد القريبة من المنطقة التي اكتشفت فيها أو في أحد المعابد الصغيرة المخصصة لممارسة الطقوس الجنائزية.
ويبدو أن التمثال محلي الطراز ولا يمثل مدرسة فنية كانت شائعة في المناطق السورية، إذ إن هذا النوع من زخارف اللباس ــ على شكل حراشف السمك ــ كان قد استعمل على بعض التماثيل العائدة للعصر نفسه كتلك المصنوعة من البازلت التي وجدت في جنوب سوريا. وأكد محمود حمود أن الاستعدادات جارية حالياً لعرض التمثال في حديقة المتحف الوطني في دمشق.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الوكالات تناولت هذا الاكتشاف بشكل خاطئ وأعطته اسماً لالهة لم تكن معبودة في سوريا قديماً، كما قامت وسائل إعلام بتصنيفه في عصور تاريخية مختلفة لا ينتمي إليها.