يتوقّف دجاي أم كويتزي في مقال نقديّ نشرته “ذي نيويورك ريفيو أوف بوكز”، عند إصرار مواطنته غورديمر على تقديم صورة نمطيّة للمُjسلم “الإرهابي” و“الشيطاني”، كما فعلت مثلاً في أحد نصوص مجموعتها “اقفز، وقصص أخرى”. في تلك القصة، تحمل فتاة إنكليزية من شاب شرق أوسطي هو نزيل البيت العائلي. يطلبها للزواج لكنه يشترط عليها أولاً السفر إلى مسقط رأسه للقاء عائلته. في المطار يدسّ قنبلة في حقيبتها فتنفجر الطائرة بمن فيها. لكن كويتزي يعود فيلاحظ أن مقاربة غورديمر تطوّرت مع الوقت لتحاول في عملها “الشاحنة” (2001) تقديم ما يشبه التعويض عن نظرتها السابقة. تختار الروائية التوقّف عند شخصيتين مختلفتين: عبده المأزوم والمرتبط عاطفياً بوالدته والآتي من أحد بلدان الشرق الأوسط، يتوهّم أن بإمكانه بناء نفسه من جديد، من خلال إيجاد مكان له في بلد غريب، وجولي سميرز الشابة الاستثنائية الواثقة التي تحقق نفسها عبر كبح نزواتها. ويعبّر كويتزي عن اعتقاده، بأن غورديمر ــ اليهودية الأصل ــ أقدمت في هذه الرواية أخيراً، على التصالح مع الإسلام، من خلال تسليط نظرة ودودة على حياة الناس العاديين، بكل بساطة.