strong>نيبال الحايكتعتبر دار حنوش في تعنايل ــ البقاع متحفاً فنياً من الأجمل في لبنان، لما يضمه من مجموعات كبيرة من “أم” الرسومات واللوحات الفنية والأيقونات الدينية النادرة، إضافة إلى مخطوطات نادرة جداً نجح إميل حنوش (58 سنة) في جمعها وحفظها طوال سنوات حياته.
على الطريق الدولية بيروت ــ دمشق “يتموضع” مطعم حنوش الذي تحول خلال السنوات من مطعم مميز إلى متحف فني مهم وكبير يضم حتى الآن أكثر من 400 لوحة نادرة يعود معظمها إلى حقبات متنوعة تبدأ من القرن التاسع عشر وصولاً إلى أواخر القرن العشرين، فيما الأيقونات الملكية، أو العائدة للروم الملكيين الكاثوليك الخاصة بكنيستهم، ترجع إلى أواخر القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر.
نجح حنوش في تحويل جدران “مطعمه” وصالوناته إلى كنز مفتوح يفاجأ المرء بما يختزنه على هذه “الجدران” وداخل الغرف من رسومات نادرة تعود لأهم الرسامين اللبنانيين، من القرن 19 إلى أواخر القرن 20، أو للأجيال الفنية اللبنانية الأربعة، وجيل ما بعد الحداثة، إضافة إلى “ألبسة” تعود إلى العهد العثماني.
درس إميل حنوش الرسم على يد الرسام الإيطالي رينتو بورميلو بين عامي 1968 و1970، ولكنه لم يتابع الدراسة، وتوجه إلى حقل مختلف ونال شهادة دبلوم دراسات عليا في العلوم السياسية، ولكن حب الفن والرسم عنده دفعه لامتلاك وشراء أهم اللوحات الفنية، ولا سيما أنه على علاقة وطيدة بعدد كبير من الرسامين، وقد أعطاه بعضهم أفضل أعماله، وهو يعتمد على ثقافته وميوله الفنية وسعة ثقافته واطلاعه على الفنون المحلية والعالمية من خلال شراء اللوحات و“أمهاتها”، كما يعتمد على خبرة كبار الفنانين والرسامين وهواة اقتناء اللوحات للتأكد من أصالتهايمتلك حنوش مجموعة كبيرة من أمهات اللوحات الفنية، تبدأ من أعمال الرسام داوود القرم، الذي يعده المعلم الأول والأكبر في المدرسة اللبنانية (الفن الكلاسيكي)، إضافة إلى أعمال حبيب سرور، وفيليب موراني، وخليل صليبي، وهؤلاء من المؤسسين الكبار لهذه المدرسة في لبنان وهم الجيل الأول (القرن الثامن عشر). كما تضم دار حنوش فناني أعمال الجيل الثاني (القرن التاسع عشر)، الذين تتلمذوا على أيدي الكبار الأربعة من الجيل الأول أمثال: عمر الأنسي، ومصطفى فروخ، وقيصر الجميل، وصليبا الدويهي، ورشيد وهبي، ووهيب البتديني، وبيبي الزغبي، وكل أعمال هؤلاء محفوظة عند حنوش. ومن أعمال الجيل الثالث (بدايات وأواسط القرن العشرين) الذي بدأ الحداثة في الفن اللبناني، ومعظمهم درس في مدارس أوروبية، توجد لوحات وأعمال كاملة لبول غيراغوسيان، وشفيق عبود، وفريد عواد، وإيلي كنعان، وعارف الريس، ورفيق شرف، وإيفيت أشقر، ومنير نجم، وسعيد أ. عقل وغيرهم.
أما من أعمال الجيل الرابع (القرن العشرين) فلدى حنوش لوحات ورسومات لوليد صادق، ووليد رعد، وديما حجار، وصلاح صولي، وحسان الشوباصي، وطوني شكر، ومروان رشماوي وغيرهم. ومن أعمال الرسامين العرب، تضم دار حنوش أعمالاً لنصير شورى، وفاتح المدرس، ولؤي كيالي، وسعيد تحسين من سوريا، ومن الفنانين العراقيين يمتلك حنوش لوحات لضياء عزاوي، ومن مصر لصلاح طاهر. ومن أعمال الرسامين العالميين، عمل صغير أو دراسة بالقلم لبيكاسو، ولوحات للفنان الإيطالي ــ الفرنسي كور بورا، وللروسي أندره لون سكوي.
تحولت دار حنوش في تعنايل التي تعود إلى عام 1920 إلى ملتقى للسياسيين والفنانين وعدد من السياح العرب والأجانب، بقصد الاستمتاع بالنظر إلى هذه اللوحات والأيقونات الجميلة والنادرة.




كتب عالمية تستعين بالكنز

«كنز» حنوش أصبح مرجعاً مهماً لدارسي الفن في لبنان والعالم. وقد استعان معهد العالم العربي في باريس بداره فنقل صوراً للوحات من الرسم اللبناني صدرت في كتاب صدر عن المعهد ويضم 38 صفحة مصدرها كنز حنوش. كما أن منظمة «الأونيسكو» نشرت في كتاب صدر أخيراً 17 أيقونة موجودة في دار حنوش.
وعن هذه الأيقونات يقول إميل حنوش إن داره تضم 150 أيقونة من أهم الأيقونات في الشرق الأوسط، وإنه أرسل منذ فترة قصيرة أيقونة نادرة جداً إلى متحف الفاتيكان في روما، وهي تجسد ختان السيد المسيح، موضحاً أن أول أيقونة ابتاعها كانت سنة 1972 بسعر 300 ليرة لبنانية، فيما كانت أول لوحة اشتراها تعود للرسام بول غيراغوسيان بسعر 600 ليرة دفعها للفنان على 3 دفعات سنة 1967.