نزيه الصديق
يعاند أديب السراج (77 عاماً) متطلبات السوق ويصرّ على الاحتفاظ بمهنته كآخر مصنّعي «القبقاب الخشبي» في طرابلس. في محله في المدينة الشمالية يمضي أيامه، عارضاً بضائعه، ويشكو انخفاض عدد الزبائن. ويؤكد أن القبقاب “حاجة” لا غنى عنه عند العائلات الميســــــــورة والفقيرة.
اشتهرت طرابلس بصناعة القبقاب عــــــــبر العصور، وأقــــــــــــــيمت لذلك الحوانيت في الأسواق القديمة وخــــــــــاصة في «سوق حراج» الأثري، حيث كانت عشرات «المشاغل» قائمة في الحارات الجانبية تتعاطى هذه «الصناعة» الى جانب عدد وافر من الأدوات الخشبية، ومنها قوالب الحلويات والمناخل وغيرها.
هذه الصناعة في طريقها الى الاندثار. ويعدّ السراج وريثها الوحيد، وهو يفخر بأنه برع فيها منذ كان يبلغ من العمر 14 عاماً.
محل واحد في طرابلس يبيع فيه السراج الحذاء القديم، ويتحسر، وهو يتذكر، أيام كان القبقاب الخشــــــــبي حذاءً له شهرة كبيرة وذلك “قبل أن تجتاح الموضة الأجنبية أسواقنا”. ويحلو له بأن يلفت إلى أحاديث زبـــــائنه، فكل من يقصــــــــــد محله يحدثه عن مسلسلات “غوار الطوشي” وعن بساطة العيش قديماً. ويرفض أن يعترف بأن صناعة القبقاب الخشبي في طريقها إلى الاندثار.