رنا حايك
بعد أسابيع من “الطبل والزمر”، حان أخيراً موعدنا
السنوي مع «من سيطيح بزافين». لكن الحلقة التي خصصت هذا العام لـ«سن الخمسين»، “أطاحت” الموضوع، لتتحوّل جلسة احتفاء بمقدّم “سيرة وانفــتحت” على الـ “فيوتشر”، ومناسبةً لتكريس نجوميته


جرت العادة كل عام أن يطالعنا برنامج “سيرة وانفتحت” بسلسلة “من يطيح بزافين”. ومن عام 2003، شكّلت هذه السلسلة تقليداً سنوياً وهدفت في البداية إلى إعطاء المشاهد فرصة الظهور وخوض التجربة الإعلامية على الهواء. وقد وفّرت فعلاً لطلاب كلية الإعلام عام 2003، فرصة التطبيق العملي للنظريات التي يدرسونها في الجامعة، وهو ما أسهم في دخول طالبتين منهم إلى فريق إعداد البرنامج.
هذا العام، قرر زافين الاحتفاء بسنّ الخمسين. هذه المرحلة التي تعني نهاية العمر في المجتمع الشرقي، قد تشكل بداية جديدة لدى كثيرين من المقبلين عليها. وفي حين يهتمّ التلفزيون غالباً بالعجائز أو الشباب أو المراهقين، أراد زافين أن يحثّ الإعلام على الاهتمام بسنّ الخمسين ومشاكله وتطلعاته.
يعبّر عنوان “من يطيح بزافين؟” عن اعتداد بالذات، لكنه يوحي أيضاً بنيّة المقدم الانسحاب أمام ضيوفه، ليتيح لهم احتكار الميكروفون والشاشة لمدة زمنية محدودة. هذه المعادلة غابت عن الحلقة الأولى من السلسلة، (عرضت يوم الاثنين الماضي)، وتمّ خلالها التعرّف إلى المرشحين من مرحلة “منتصف العمر” لتقديم البرنامج.
وفيما تفهّم المشاهد هذا الغياب، انتظر أن تتغيّر القاعدة في الحلقة الثانية التي عرضت مساء أول من أمس. لكن مشاهدي “سيرة وانفتحت” خاب ظنّهم، بعدما بقي زافين حاضراً بقوة في الحلقة، على عكس حلقات المواسم السابقة. كان اسمه يتردد على الهواء وفي الفواصل الإعلانية. كما تركّزت تعليقاته التي مزجت بين الجدّ والمزاح على تمسّكه بمكانته في البرنامج. بدا ذلك واضحاً من خلال مقاطعته الدائمة لضيوفه، حتى في أكثر اللحظات تشويقاً. هو قاطع مثلاً المشتركة إيفيت، وهي تتحدث عن علاقتها بابنتها، بعدما تذكّر أنه لم يسأل زميلها نبيل عن علاقته بأبنائه. وحينما علم أن منال أرملة، لم تثنه حساسية الموضوع، وما قد يسببه من ألم للضيفة، عن التركيز عليه، تلبية لما يظنه كثيرون من صفات الإعلامي الناجح: التطرق إلى أكثر المواضيع إشكالية لدى الضيف من أجل لقطة مؤثرة على الهواء. قال: “لا نريد أن نناقش مواضيع قد تزعجك. سنتحدث لاحقاً عما يعنيه لك سنّ الخمسين. لذا، دعيني أفتح قوسين وأسألك: ماذا تعني لك كلمة أرملة؟”.
هكذا يختفي الضيف الذي من المفترض أن يكون نجم الحلقة، أمام سبق اللحظة المؤثرة التي بدت هدف الحلقة، وزافين محرّكها وبطلها.
يتردد اسم زافين طوال ساعتين، وبعيداً من العنوان الذي يحمل بعض الاستفزاز، لما يتضمن من مديح للذات، يكاد المشاهد ينسى أن عنوان البرنامج، في الأساس، هو “سيرة وانفتحت”. حتى إن السلسلة التي من شأنها إطاحة المقدم، لم تفعل سوى تكريس نجوميته. نجومية ذكّر ضيوفه بها حين عاد بعد أحد الفواصل، وهو يمسك بكوب كتب عليه بالإنكليزية I’M THE BOSS (أنا الرئيس)، قائلاً: “بما أن الحلقة ستطيح زافين، أتيت بهذا الكوب لأتذكّر دائماً من أنا”. هل نسي زافين ذلك؟ فالمشاهد لم يحظ بلحظة واحدة لتغيب عن باله هذه المعلومة!
أما بالنسبة إلى الفائزة بدر زينون افتيموس (57 سنة)، فلم تتنعم بكرسي زافين إلا لثلث ساعة تقريباً، حاورت خلالها ضيفين (اختارهما زافين)، وتعرّفت إليهما قبل بدء المقابلة بخمس دقائق، علماً بأن فكرة السلسلة تقوم على مبدأ إعدادها لحلقة كاملة، تختار هي موضوعها وتعدّها وتقدمها منفردة... “يبدو أن عين بدر ما زالت على الكرسي”، يقول زافين بصوت عال جالساً على طاولته المستديرة. تبتسم بدر، فهو على حقّ، لأن حلمها بتقديم برنامج اجتماعي جريء، كما قالت، لم يُترجم إلا ببعض دقائق على الهواء. أضف إلى ذلك أنها لم تنتق موضوع الحلقة، ولم تختر ضيوفها. اختزل زافين “تجربتها الإعلامية” بظهور خجول على الشاشة! وأثبت خلال حلقته الأخيرة أنه لن يتخلّى بسهولة عن مكانة استحقها عن جدارة. لكن هاجس فقدانها استحكم بالمقدم ــ النجم، وجعله يحيد عن روح السلسلة التي أكّد من خلالها سابقاً أن الشاشة ليست حكراً على أحد! يذكر أخيراً أن سلسلة “من يطيح بزافين” ستقدم بنسخة “خليجية” الأسبوع المقبل على الشاشة الفضائية، وسيقدمها كاملةً مُشاهد من السعودية.