strong>جورج موسى
لم يكن زافين قيومجيان يعلم انه، بفضل “سيرة وانفتحت”، سيتم اختياره بين 43 شخصية، هي الأكثر تأثيراً في العالم العربي حسب استفتاء أعدته قبل مدة مجلة “نيوزويك” العربية. وهو عندما وقّع عقداً مع تلفزيون “المستقبل” منذ سبع سنوات، (بعد العمل في تلفزيون لبنان طوال سبع سنوات أيضاً)، كان يرغب في تقديم برنامج يناقش مواضيع شائكة في المجتمع العربي، تتجنّب الشاشة عادة تسليط الضوء عليها مثل الاغتصاب والانتحار والمخدرات... لكنه سرعان ما بدّل وجهة نظره، وبدأ العمل على أفراد المجتمع وقصصهم. يعزو زافين الذي يطلّ دائماً مع كومبيوتر الجيب وكوب القهوة، نجاح “سيرة وانفتحت” في المقام الأول، إلى تناول مشاكل فردية ومعاناة مهمّشين في المجتمع. من هنا مثلاً، جاءت سلسلة “لكل منّا قصة” التي أسهمت في تقديم الدعم المادي من المشاهدين لكل محتاج. ثم قدّم سلسلة “قوّة الحياة” التي تناولت أشخاصاً عاشوا مأساة كبرى في حياتهم، وتمكنوا من تخطي محنهم بشجاعة، قبل أن يخصص حلقات “أنا الآن” للمراهقين، ويسلّمهم كاميرا تصوّر حياتهم وترصد اهتماماتهم وتكشف أسرارهم الصغيرة. تميّز زافين بجرأة في الطرح، وتنوّع في اختيار المواضيع: الاعتداء على العارضة كارين حتي (رافقها في فترة العلاج في البرازيل)، قضية المقدم كريم الجميل مع الحسناء دومينيك حوراني، منتديات معجبي النجوم، وقصة تعرّفه بزوجته وتحضيرهما لمراسم الزفاف... بعضهم يتهم قيومجيان بالتركيز أحياناً على مواضيع سطحية وهامشية (حلقة السذاجة مثلاً)، وهو ما يغرق المشاهد، خلال ساعتين، في قصص تافهة لا تهمه. إلا انه يرفض هذا التصنيف، مشيراً إلى أننا “نعيش في مجتمع يطمس تفاصيله الحميمة لحساب القضايا الكبيرة. وفي خضم معاركنا، ننسى الفرد الذي يعجز، بسبب مشاكله الصغيرة، عن تحقيق أي نجاح في الحياة العامة”. لكن المقدم المثير للجدل، نسي أن السطحية قد تكمن في طريقة معالجة هذه المواضيع، من خلال تغذية رغبة التلصص عند المشاهد، وإثارة الجدل عبر تناولها فحسب... وهذه تهمة ثانية يرفضها.