strong>محمد محمود
منذ بداية مشواره، أدرك المخرج خالد يوسف جيداً أنه يحتاج دائماً إلى تقديم أفلام مثيرة للجدل حتى يحافظ على لقب “تلميذ يوسف الشاهين النجيب”. بعد ثلاثة أعمال، اختلفت مواضيعها إلى حدّ كبير، قرر أن يتوغل في النفس البشرية، ويسلط الضوء، من وجهة نظر مختلفة، على الصراع الداخلي بين الشر والخير. وهو يصرّ على كتابة أفلامه بنفسه، ويعتمد تعدد الشخصيات وتشابك الخطوط الدرامية، والتركيز على الأحلام والعودة إلى الماضي، وإبقاء المشاهد في حيرة طيلة الوقت.
لكن يوسف قرر الاكتفاء بعرض تشوّهات هذه النفس من دون التدخل لعلاجها. وهو لم يسند، وسط هذا الصراع، أي دور للطبيب النفسي، خصوصاً في فيلميه الأخيرين: “خيانة مشروعة” الذي بدأ عرضه في عيد الاضحى، و“ويجا” الذي استقبلته دور العرض في كانون الثاني (يناير) 2006. وإذا كان “خيانة مشروعة” قد حمل إسقاطات سياسية، فإن رسالة “ويجا” كانت أبسط من ذلك.
استقى يوسف اسم الفيلم وفكرته من لعبة شهيرة، تعتمد على إيهام اللاعب بما سيحدث في مستقبله. وها هي اللعبة تساعد الأبطال على السير في الطرق التي يريدونها بقوة “ويجا”، في ما عدا شخصين فقط استطاعا النجاة من تأثيرها الغامض... يعتمد الفيلم على خمسة أبطال رئيسيين: شريف منير، أستاذ الجامعة الذي يرتبط بتلميذته هند صبري، وصديقها هاني سلامة، زميل تفوق في التمثيل وأصبح نجماً خلال سنوات... هناك أيضاً منة شلبي التي أحبت زميلاً ثالثاً، (أدى دوره وجه جديد هو محمد الخلعي)، وأعطته أغلى ما تملك... يعيش هؤلاء الخمسة في دوامة، خصوصاً أن صديق منة شلبي ظلّ يحب هند صبري في صمت، على رغم صداقته القوية مع زوجها. هكذا يذهب الأبطال في إجازة سريعة إلى الغردقة. وتبدأ رحلة التشويق والإثارة، بعد أن يتعرف هاني سلامة على فتاة لبنانية تسرقه بعد تمضية ليلة ممتعة برفقته.
ترفض الفتاة اللبنانية (أدت دورها دوللي شاهين)، الرضوخ لأوهام “ويجا”. ومثلها يفعل هاني سلامة الذي يبدأ رحلة البحث عن الفتاة، بعدما أحس بعاطفة جارفة تجاهها. في هذا الوقت، كان شريف منير يخطط لقتل زوجته (الخائنة بنظره)، فيما تنوي منة شلـــــــبي الانتحار بعدما تأكــــــــــــدت أن حبيبها مغرم بزوجة الأستاذ الجامعي.
وتلتقي الخيوط كلها في مشهد دموي يجمع الأبطال الستة. ويكتنف الغموض هذا المشهد، فيما يخرج المشاهد بخلاصة واحدة: هاني سلامة نجا من الموت بعدما اختار الحب، فيما استسلم الباقون للعبة الأوهام والأمراض النفسية. يُذكر أخيراً أن الفيلم سجّل محطة مهمة في مسيرة أبطاله، خصوصاً دوللي شاهين التي نالت شهرة بسببه في مصر. وهي قبلت بالدور بعدما رفضته فنانات مصريات بسبب سخونة بعض مشاهده. أما محمد الخلعي فلم ينل إعجاب النقاد والمشاهدين، ولم يحصل على أي فرص أخرى تستحق الذكر.

الثامنة والنصف على قناة “الشاشة”