خالد صاغيّة
طبعاً... لا تعيش البلاد صراعاً طبقياً بين الطبقة العاملة والرأسماليّة المتوحّشة.
طبعاً... لا تشكّل الطبقة الوسطى العونيّة الإنتلجنسيا الثورية التي تقود جحافل البروليتاريا نحو ثورة بلشفية جديدة.
طبعاً... ليس «حزب الله» حزب العمّال والفلّاحين.
طبعاً... لم يتملّص التيار الوطني الحرّ رسمياً من برنامجه الاقتصادي الانتخابي الذي يشكّل في أفضل الأحوال أضحوكة، وفي أسوئها فضيحة.
طبعاً... لا يمكن تفسير موالاة فقراء السنّة للحكومة عبر أطروحة «الوعي الزائف».
لكن، في المقابل...
طبعاً... ثمّة تيّار لبناني واحد تحكّم بالاقتصاد اللبناني ما بعد الحرب وبصوغ سياساته المالية والضريبية.
طبعاً... لهذا التيار اللبناني اسم، واسمه بالصدفة، «تيار المستقبل».
طبعاً... أعيدت هيكلة الاقتصاد اللبناني خلال تلك الفترة لخدمة طبقات محدّدة تنتمي إلى فئات محدّدة من البورجوازية.
طبعاً... دفع الفقراء وأصحاب الدخل المحدود ثمن هذه السياسات.
طبعاً... يجب على اللبنانيين ألا يغفروا لصانعي تلك السياسات لأنّهم كانوا يعلمون ماذا يفعلون.
طبعاً... يجب على اللبنانيين ألا يعطوا السنيورة وأزعوره فرصة ثانية لأنّ برنامجهما يرتكز على الأسس السابقة نفسها، ويهدف إلى إعادة إنتاج النظام الذي يخدم مصالح الطبقات عينها.
طبعاً... ما شهده ويشهده لبنان ليس فريداً من نوعه.
طبعاً... لا معنى لأيّ يسار لا يضع هذه المسألة الطبقيّة نصب عينيه.