لم يكن الإنتاج الدرامي بعيداً من إشكالية تقديم الشخصية القبطية في أعمال الشاشة الصغيرة. لذا، جاء تناول المسلسلات لهذه الشخصية احتفائياً في معظم الأحيان، من خلال إظهارها مثالية لا تثير جدلاً. هكذا أظهر الكاتب أسامة أنور عكاشة الذي كان من أوائل من اقتحموا الأحياء القبطية في كتابته التلفزيونية، الضابط المسيحي كمال خلة في “ليالي الحلمية”، وكرم في “الشهد والدموع” ووكيلة المدرسة مارسيل في “ضمير أبله حكمت”... وهكذا أيضاً ظهر جميع سكان القرية الصعيدية المسيحية في مسلسل “خالتي صفية والدير” المقتبس عن رواية بهاء طاهر التي تحمل العنوان ذاته، والتي أخرجها للتلفزيون اسماعيل عبد الحافظ عام 2000. وبعدما تعرّضت الدراما لإشكالية الاختلاف الثقافي والديني بين المسلم والمسيحي في مسلسل “أوان الورد”، علت أصوات الاحتجاجات. فالمسلسل الذي كتبه وحيد حامد (مسلم) وأخرجه سمير سيف (مسيحي) يتعرض لموضوع الزواج بين امرأة مسلمة (يسرا)، والدتها مسيحية (سميحة أيوب) من رجل مسلم (هشام عبد الحميد). استفزّ هذا العمل الأقباط، إذ عرض في رمضان 2001، أي بعد نحو مرور عام من حدوث أسوأ أعمال عنف طائفي في مصر منذ عقود بين مسلمي قرية “الكشح” ومسيحييها. ورأى الأقباط أنه يحوي تعاليم تخالف عقيدتهم كالزواج المختلط، فيما استفزت مشاهد العري التي تخللته بعض المسلمين بصفتها “تخرج عن الآداب العامة التي يلتزمها التلفزيون المصري”. من ناحية ثانية، قد يكون الإطار الكوميدي وانتماء المخرج عاطف بشاي للديانة المسيحية أنقذا مسلسل “يا رجال العالم اتحدوا” من استياء الجمهور عام 2003. تناول العمل في إطار كوميدي مجموعة شخصيات مسيحية معظمها من النساء، وقد أدى بطولته كل من حسين فهمي وإسعاد يونس. أما مسلسل “بنت من شبرا” لليلى علوي، فلم يعرض حتى اليوم على التلفزيون. وهو انتظر أكثر من سنتين قبل أن تفرج عنه “أم بي سي”.