غابو اليساري ويوسا اليميني... الصداقة الصعبة

  • 0
  • ض
  • ض

ماريو فارغاس يوسا و“غابو” صوتان أدبيّان أسهما في إرساء موقع مميّز للأدب اللاتيني في ستينيات القرن الماضي. جمعتهما صداقة وطيدة ثم خصومة لدودة منذ عام 1976. يومها، تشاجرا في صالة سينما مكسيكية، ووصل بهما الأمر الى التشابك بالأيدي. تحوّل خلافهما مع الوقت الى أسطورة. بعضهم روّج أن سببه الحقيقي هو تنافس على قلب امرأة، فيما اتخذ الصراع شكل تباين في المواقف السياسية، بين ماركيز ــ الصديق الخاص لفيديل كاسترو ــ ويوسا الذي انقلب إلى الخندق اليمينيإلا أنّ الإثنين تحفّظا عن كشف السبب الحقيقي لخلافهما، مكتفيين باعتباره شخصيّاً. ولعلّ حرص ماركيز على تفادي نقطة اللاعودة مع يوسا، هو الذي دفعه الى مقاومة رغبته في إكمال الجزء الثاني من مذكّراته “عشتُ لأروي” كما قال لصحيفة “لا بانغوارديا” الكاتالونية. لكن الأمور هدأت اليوم، على ما يبدو، بين الكولومبي الثمانيني الذي بات يفضّل القراءة على الكتابة، والبيروفي الذي ينتقل، وقد تخطّى السبعين، بين المقالة الصحافية والرواية والبحث. وبعدما رفض يوسا مراراً السماح بإعادة طبع كتابه الاحتفالي “غارسيا ماركيز: قصة مقتل إله” (1971) الذي كتبه وهما في أوج صداقتهما، وافق أخيراً على أن اختيار نص من هذا الكتاب لنشره كمقدّمة لطبعة من “مئة عام من العزلة” خاصة بالقشتالية، ستُصدرها “الأكاديميّة الملكيّة الإسبانية” في آذار (مارس) المقبل. وكان يوسا قد مهّد لهذا التعديل، حين ألحق “قصة مقتل إله» بمجموعته الكاملة، العام الماضي، معتبراً أن من غير المجدي “إخضاع جزء من حياته للرقابة”.

  • يوسا وماركيز

    يوسا وماركيز

0 تعليق

التعليقات