خالد صاغيّة
للأسف، أصحاب الدكاكين لا يتّبعون دائماً الأصول. فمنهم من لم يرفع بعد صورة زعيمه المفضّل فوق صناديق الكوسا والباذنجان. يتسبّب ذلك ببعض الإرباك للمواطنين. فبهذه الطريقة، لا يمكن معرفة انتماء الدكّان السياسي. وقد يتمكّن، لا سمح اللّه، صاحب دكّان معارض من بيع باقة بقدونس لزبون مؤيّد للسلطة. وهذا أمر غير محرّم، إنّما غير مستحبّ. ذلك أنّه، في حال كهذه، سيكون المواطن الموالي قد ساعد المواطن المعارض على تحقيق بعض الأرباح. وسيكون المواطن المعارض قد ساعد المواطن الموالي على التمتّع بطعم البقدونس.
لا يمكن لفوضى كهذه أن تستمرّ. وهنا تكمن أهمية الإضراب العام. ذلك أنّ القوى الأمنية ستتسلّح يوم الثلاثاء بكمية كبيرة من الطباشير. وستقوم دوريات راجلة بمراقبة كافة الدكاكين، لتسجّل على أبواب المحالّ المقفلة رقم 8 باللون الأصفر أو الأخضر أو البرتقالي، وعلى أبواب المحال المفتوحة رقم 14 باللون الأزرق. وسيعتبر كلّ من يمحو هذه الأرقام مهدّداً للسلم الأهلي. وطبعاً، سيُمنع أصحاب الدكاكين من تبديل آرائهم السياسية مستقبلاً، لأنّ ذلك سيكلّف خزينة الدولة ميزانية إضافية من الطباشير.
بعد إضراب الغد، سيعرف كلّ مواطن ما هو الدكان الذي يقصده منعاً للخطأ. سيحصل المعارضون على بقدونس معارض، والموالون على بقدونس موالٍ. أمّا أولئك الذين لم يحدّدوا مواقعهم بعد، فعليهم أن يحسموا أمرهم بسرعة، وإلا باتوا ليلتهم من دون بقدونس.