الخسائر كانت كبيرة في الدورة السابقة، نأمل أن يُعوّضها المعرض الحالي”، هكذا يقول مكاوي سعيد صاحب “الدار للنشر والتوزيع” التي تأسست في العام الماضي، عندما تزامن معرض الكتاب مع استضافة القاهرة بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، ما أثّر في جماهيرية المعرض. إلا أن سعيد متفائل هذا العام ويعوّل على الكتب الأدبية أولاً ثم السياسية. ويقصد بالأدبية هنا الرواية والقصة. أما الشعر فمبيعاته قليلة كالعادة.محمد هاشم صاحب “دار ميريت للنشر والمعلومات” قرر مقاطعة ندوات المعرض، معتبراً أنها “مخصصة غالباً للمرضي عنهم”. يقول إنّ إدارة المعرض تعمّدت منحه جناحاً صغيراً للتضييق عليه وعلى جماعة “أدباء وفنانون من أجل التغيير” التي يستضيف أنشطتها. مع ذلك، قرر القيام بنشاط مواز وسيستضيف في جناحه ليلتين شعريتين عن ديوان “كلبي الهرم، كلبي الحبيب” للراحل أسامة الدناصوري وندوات أخرى عن أشعار الايطالي أونغاريتي الكاملة (ترجمة عادل الشيمي)، ورواية رؤوف مسعد الجديدة وغيرها من العناوين الجديدة للدار.
قد يكون التضييق الذي يتحدث عنه هاشم، هو السبب في اعتصام حسني سليمان صاحب “دار شرقيات” بالصمت. اكتفى فقط بالحديث عن العناوين الجديدة للدار، وتركيزها على الأدب الإيطالي في مناسبة اختيار المعرض إيطاليا ضيف الشرف الـ207. تستكمل “شرقيات” مشروعها في ترجمة الأدب الإيطالي من خلال الجزء الثاني من “أبواب الهوى” الذي يجمع قصص كبار الكتّاب الإيطاليين و“حكايات إيتالو كالفينو” (ترجمة نجلاء والي).
بعد رفع الحظر عن “أولاد حارتنا” للراحل نجيب محفوظ، تشهد هذه الدورة العرض الأول للرواية الصادرة عن “دار الشروق”. لكن المفارقة أن عرض الرواية للمرة الأولى بدا كأنه إشارة غامضة، أتاحت سيلاً روائياً لعدد من الكتّاب المعروفين. هكذا، تقدّم “دار الشروق” أيضاً رواية “شيكاغو” لعلاء الأسواني. فيما تصدر “دار المستقبل العربي” رواية “التلصص” لصنع الله إبراهيم. وعن “دار ميريت” تصدر “بطن البقرة” لخيري شلبي و“إثيكا” لرؤوف مسعد. أما “دار العين” فتصدر “صمت الطواحين” ليوسف أبو رية.
وفي ما يتعلّق بالمجموعات القصصية، نشير الى أبرزها وهي “حيوانات أيامنا” (دار الشروق) لمحمد المخزنجي و“حكايات الرجل فوق السطح” لمحمد البساطي. واللافت أنّ هذه الإصدارات تأتي بعد أسابيع قليلة على صدور رواية بهاء طاهر الجديدة “واحة الغروب” (دار الهلال) التي يُتوقّع أن تحقّق مبيعات كبيرة في المعرض.
لكنّ الأعمال الروائية والقصصية لا تتوقف عند الأسماء الكبيرة. فمن الشباب يصدر خالد إسماعيل روايته الجديدة “ورطة الأفندي” عن “دار الدار” التي أصدرت أيضاً “فاصل للدهشة” لمحمد الفخراني. وتصدر الرواية الجديدة لمي خالد “سحر التركواز” و“سيرتها الأولى” لمحمود عبد الوهاب عن «دار شرقيات”. أما “ميريت” فتصدر “الجسر” لهدى حسين، و“قبل أن يخرج الأمير للصيد” لمحمد عبد النبي. كتاب آخر عائد من المصادرة هو ديوان “أنا بهاء الجسد واكتمالات الدائرة” للشاعر محمد آدم الذي صودر في هيئة الكتاب قبل سنوات. وها هو يعود لينضم إلى دواوين الشعراء الشبان التي منها “أسطورة المشي” لإبراهيم داوود، و“كلبي الهرم، كلبي الحبيب” لأسامة الدناصوري الصادران عن “دار ميريت”. وعن “شرقيات” يصدر “حلم وردي يرفع الرأس” لمحمد الكفراوي و“جميع أسبابنا” لعناية جابر. ويصدر “قلب على سفر” لتغريد فياض عن “دار العالم الثالث”، وبالعامية المصرية تصدر “دار ميريت” ديوانين لأحد حداد ومحمود عزت. ماذا عن العناوين السياسية؟ نشير الى أبرزها وهي “أبواب الفوضى” (دار العالم الثالث) لمحمد فرج الذي يتناول مقدمات انهيار الدولة المدنية في مصر. فيما يعتبر أنيس الدغيدي في كتابه “صدام لم يعدم” (مكتبة مدبولي) أن المعدم هو شبيه صدام. وتصدر “دار ميريت” “الجمهورية الجريحة” لنبيل عبد الفتاح الذي يشرّح ما أصاب الجمهورية المصرية من تعثّر سياسي وديموقراطي. تصدر الدار عينها “التحول الديموقراطي في مصر” لأحمد ثابت الذي يتناول أفق التحول والحراك السياسي المصري.
وحيد عبد المجيد يدرس في كتابه “الأحزاب المصرية من الداخل” (دار مصر المحروسة) آليات عمل الأحزاب المصرية من الداخل. ويتطرق أيمن بكر الى تردّد بعض المفكرين بين السلطة والمعارضة في كتابه “المفكر الرقاصة” الصادر عن “دار الدار” التي تصدر أيضاً “لماذا لا يثور المصريون” الذي هو مجموعة مقالات علاء الأسواني في صحيفة العربي الناصرية. ويوثّق “ما لم يذكره بريمر في كتابه” (مكتبة مدبولي) لمحمد الشمري الوقائع العراقية التي تجاهلها الحاكم الأميركي السابق للعراق. فيما يتناول “سلام إسرائيلي تحميه أمريكا” (مكتبة الشروق الدولية) لحسن عبد ربه المصري الصراع في الشرق الأوسط. أخيراً، يقدّم وزير الخارجية المصري السابق إسماعيل فهمي في “التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط” (دار الشروق) تجربته في التفاوض مع اسرائيل.