جورج موسى
فيما يدخل لبنان اليوم فصلاً جديداً من المواجهة السياسية، أطلقت الفضائيات العربية والمحطات المحلية الضوء الأخضر استعداداً لنقل تحرّك قوى المعارضة، ووقائع الإضراب العام الذي سيقضي بإقفال الطرق الرئيسية والفرعية في المناطق اللبنانية. هذه المرة أيضاً ستخضع الشاشة لامتحان صعب، وستحاول الصورة اختراق الجماهير. هي خضعت لهذا الامتحان سابقاً، خلال نقل تظاهرات 8 و14 آذار 2005، ووقائع الجنازات الشعبية، والاحتشادات الموالية والمعارضة للسلطة. لكن مهمتها ستكون أصعب اليوم، وخصوصاً أن معظمها يجهل نسبياً تفاصيل التحرّك، وما ستشهده ساحة الميدان من تطورات، وما ستؤول إليه الأمور، مكتفية “ببعض التسريبات”. لذا، تركّز هذه المحطات على نشر مراسليها في معظم المناطق اللبنانية، في محاولة لرصد التحركات كافة. ويعترف جورج صليبي الذي يطلّ هذا المساء على شاشة “نيو تي في” في حلقة استثنائية من برنامج “الأسبوع في ساعة” بأن هواء المحطة سيكون مفتوحاً طوال اليوم لمواكبة المجريات والتطورات، و“بما أننا لا نملك معطيات عن تفاصيل التحرّك، نحاول الانطلاق من التسريبات التي تصل إلينا. لذا، سنعمد في “الأسبوع في ساعة” الذي قررت المحطة أمس أن يعرض بدلاً من برنامج “الحلّ بإيدك”، إلى مواكبة ما حصل في قلب النهار، واستعراض وقائعه، والحديث عن انعكاساته وتأثيراته في الواقع الداخلي. ولم يحدد صليبي ضيوف حلقته حتى كتابة هذه السطور.
اختار تلفزيون “المنار”، في يوم الحدث، أن يقيم استوديو خاصاً منذ ساعات الصباح الباكر، يستضيف فيه سياسين ومحللين، إضافة إلى تغطية شاملة من مختلف المناطق. أما في المساء، فستنقل المحطة المراسم العاشورائية من المجلس المركزي العاشورائي حتى الساعة العاشرة قبل أن يعود الهواء إلى الاستوديو المفتوح.
وتشير مديرة البرامج في محطة “أن بي أن” نهى درويش إلى أن الهواء سيخصص لنقل وقائع الإضراب. كما تخصص رابعة الزيات مساء حلقة “سجال” للحديث عن تصعيد المعارضة الأخير وتداعياته الداخلية والخارجية. وكانت المحطة قد أعلنت أمس أن طاقمها الذي أرسل لتغطية المؤتمر الصحافي للنائب وليد جنبلاط، مُنع من دخول القاعة وتغطية الوقائع. أما بالنسبة إلى تلفزيون “المتسقبل”، فيشير حسين الوجه، المسؤول في قسم الأخبار، إلى أن مراسلي القناة على أتم استعداد لنقل الوقائع من المناطق اللبنانية كافة. لكنه يؤكد أن برامج المحطة ستبثّ كالمعتاد حتى تظهر أي تطورات، تستلزم التغيير. وكان زاهي وهبي قد أجلّ إطلاق برنامج “أحلى الناس”، حتى مساء الثلاثاء المقبل، بعدما كان عرضه مقرراً اليوم.
وتؤكد سنا إسكندر، المسؤولة الإعلامية في LBC، أن التغطية ستكون عادية، “ولن تختلف عمّا قدمناه في الأحداث السابقة التي عاشها لبنان”. أما بالنسبة إلى مي شدياق، فهي لم تحدد بعد أسماء ضيوف وموضوع حلقة “بكل جرأة” حتى لحظة كتابة هذه السطور. يذكر أن “أل بي سي” مشغولة هذه الأيام بالمقابلة التي تعرضها مساء الأربعاء مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، للحديث عن مؤتمر “باريس 3” وظروفه وتوقيته ونتائجه. وستنقل المقابلة التي تعرض مباشرة بعد الأخبار على شاشتي “المستقبل” وFrance 24، وفي الوقت نفسه.
على الفضائيات العربية أيضاً، سيشغل لبنان حيزاً أساسياً على مستوى البرامج السياسية والإخبارية. وفي حين كشف غسان بن جدو أن “الجزيرة” ستركز فقط على التغطية الميدانية الشاملة، أكد مراسل “العربية” علي نون أن المحطة ستهتمّ بالأخبار العاجلة فور ورودها. أما بالنسبة إلى “أي أن بي”، فأشار مدير البرامج غيّاث يزبك إلى أن القناة ستواكب الحدث من دون أي تغيير دراماتيكي في البرمجة، إذ إن “الحدث اللبناني مهمّ وجذاب، لكن علينا احترام البرامج العربية الأخرى”.
في كلّ الأحوال، فإن المعركة الإعلامية بدأت أمس. وقد تبارز ميشال عون وسمير جعجع وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط وغيرهم في التأثير على الرأي العام من خلال الشاشة الصغيرة... مؤكدين أن المواجهة ستكون اعلاميّة أساساً. أي دور يلعبه التلفزيون اليوم في “نقل للحدث”؟ وهل تكون له الكلمة الأخيرة؟