هل هناك شيء اسمه أدب النساء... وأدب الرجال؟ وهل الخطوط الحمراء بين العالمين المنفصلين هي في أداة التعبير نفسها، أي اللغة؟ اللغة إذاً هي ما يفرّق الرجال عن النساء... ويجعل كلاًّ من الطرفين غريباً عن الآخر؟الكاتبة كارول بي. كريست على الأقل ترى ذلك، في كتابها «الصوفية النسوية» الذي وصل إلى قرّاء الضاد أخيراً بترجمة مصطفى محمود («دار آفاق للنشر والتوزيع» ــ القاهرة). تخوض من هذه الزاوية ــ زاوية الاخــــــــــــتلاف ــ في الأدب الذي تكتبه نساء، ويمنح المرأة أدواراً تختلف عما كان محدداً لها في «أدب الرجال».
تنطلق الكاتبة البريطانية من «النضال» لإيجاد لغة قادرة على التعبير عن المطالب الروحية للمرأة. بل تذهب أبعد من ذلك: فمن دون القصص، أي من دون فعل السرد، تظل المرأة منغلقة في صمتها. لذا ترى أن هذا التعبير الروائي هو الطريق (الشهرزادي؟) إلى الخصوصيّة والانعتاق: «السعي الروحي للمرأة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحكاية قصص النساء. فإذا لم تحك قصص النساء فستظل أعماق أرواحهن مجهولة».
يتناول الفصل الأول قصص النساء اللواتي يعشن خارج نطاق قصص أوجدتها ثقافة لم يبدعنها هنّ بل الرجال. ومن هنا يتكشف المأزق الذي يعشن فيه. ويتركز الفصل الثاني على خبرة العدم عند النساء اللواتي يعشن الفراغ في حياتهن الخاصة. وتورد المؤلفة على امتداد فصولها الثمانية، حكايات كاتبات سعين الى التحرر الروحي على الرغم من الهزيمة الاجتماعية. تتطرّق مثلاً الى سيرة رائدة الرواية البريطانية الحديثة فيرجينيا وولف. كما تخصص فصلاً لقصائد نتوزاك شانغ، الشاعرة الاميركية من أصل أفريقي التي رأت أنّها «جسّدت الخبرات العادية للنساء السود بلغة صادقة بسيطة حية».