فاطمة داوود
يطلق عاصي الحلاني بعد أيام ألبومه الوطني “قوتنا بوحدتنا”. لكن المغني اللبناني لا يبدو متحمّساً لعمله الجديد، إذ يعيش قلِقاً على وطن تمزّقه الطائفية و... أهله سيصبحون «خارج التاريخ”

على رغم التحضيرات المكثّفة لإطلاق 8 أغنيات تتناول قضايا وطنية وإنسانية، دفعة واحدة، تتبدل نبرة صوت عاصي الحلاني حين تسأله عن مشاريعه الفنية. يبدي رغبة كبيرة للحديث في السياسة ومشاكل لبنان. يعترف الحلاني، ابن البقاع، بأن الألبوم الجديد جاء وليد لحظة مفصلية يعيشها الوطن. لذا، وبعدما بحث عن دور قد يؤديه كفنان وسط هذه المعمعة، ارتأى ان يطرح الأسطوانة التي تتضمن “بيروت عم تبكي”، “صامدون”، و“قوتنا بوحدتنا”، وأغنية جديدة عن الأم، وغيرها. وهي من إنتاج شركة عاصي الخاصة AMD، وتوزيع ART LINE.
ويطالب الحلاني جميع المسؤولين في لبنان بالاستماع إلى هذا العمل، وخصوصاً أن أغانيه تحثّ الناس على التكاتف والتضامن “لتفويت الفرصة على العدو”. ويضيف بصوت هادئ: “أرفض الحديث عن انقسامات طائفية ومذهبية. وما يزعجني حقاً هو وضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما موال وإما معارض. أحسست بخوف شديد يوم أمس، حينما تحوّل صرح جامعي، يفترض أن يكون منبراً للعلم والتوعية والتربية، إلى ساحة للاقتتال الداخلي. كان يوماً مشؤوماً في تاريخ لبنان، أعاد الى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية، وكشف عن نيات بعضهم افتعال الفتن وإثارة النعرات الطائفية. أتمنى لو تستبدل القنوات المحلية البرامج السياسية بشرائط وثائقية عن أحداث عام 1975. أستغرب فعلاً كيف نسي الناس تلك الحرب العبثية التي خرجنا منها جميعاً خاسرين... لا أدري لماذا ينسى اللبنانيون التاريخ عوض من أن يتعلموا منه”.
على الصعيد الفني، لم يؤثر تأجيل طرح ألبومه “دقات قلبي” وخروجه من عباءة “روتانا” سلباً في مسيرته الفنية. إذ عاش الحلاني أخيراً حركة غير مسبوقة، شملت حفلات من الخليج الى شمال إفريقيا. لعلّ أبرزها حفلة دار الأوبرا المصرية التي تلقّى بعدها تهنئة خاصة من الرئيس المصري حسني مبارك.
أما بالنسبة إلى ألبوم “دقات قلبي”، فيؤكد أن عدد أغنياته الكبير يعود أولاً إلى التنويع، ويقول: “اخترت 14 أغنية في الألبوم السابق إشارةً إلى عدد الألبومات التي أطلقتها منذ دخولي عالم الغناء. أما بالنسبة إلى الألبوم الجديد، فقد اهتممت بالتنويع من دون الانتباه إلى عدد الأغنيات”.
لكن كليب “سألوا عيني” الذي اختاره لترويج الألبوم، تعرّض للنقد بسبب التناقض في بعض مشاهده؟ يجيب: “كان الهدف من إبراز هذا التناقض بين صورة الصحراء والحياة المدنية العصرية، هو تمرير رسالة فنية تؤكد قدرة الفنان على الوجود في كلّ زمان، إذا كان متمكّناً من أدائه وأسلوبه. أنا متمسّك بالتقاليد والأصالة العربية التي عكستها مشاهد الفروسية، لكنني رجل عصري في الوقت نفسه”. غير أن مشاهد الاستعراض و“الكليشيهات” المبهرة لن تحضر في الفيديو كليب الجديد لأغنية “باب عم يبكي” الهادئة، ففي تعاونه الأول مع المخرج عادل سرحان، سيجسّد الحلاني قصة عاطفية.
من هنا، يؤكد الحلاني أن خطواته الجديدة ستركّز فقط على ترويج أعماله. أما بالنسبة إلى الديو مع الفنانة أصالة، فسيكون فاتحة خير للتعاون مع زملائه عبر تقديم ألحان لهم، بعدما سبق له الاحتفاظ بها لنفسه. وهو ينشغل حالياً بإنجاز لحن للفنانة أمل حجازي على أن يدرج في ألبومها الجديد.
لكن الغناء ليس كل ما يشغل صاحب “يا ميمة”. إذ بدأت من جديد التمرينات الخاصّة بمسرحية “الضيعة” الغنائية لعبد الحليم كركلا. ويؤكد الحلاني أنها لن تعرض إلا على أدراج بعلبك، وخصوصاً ان العدوان الإسرائيلي على لبنان منع عرضها خلال الصيف الماضي، وأنها كتبت خصيصاً احتفاءً بالعيد الخمسين لانطلاق مهرجانات بعلبك الدولية. ومن المتوقع أن تعرض في بداية الصيف المقبل.
والتمثيل لن يتوقف عند هذا الحدّ بل يدرس عاصي جديّاً تجربة اقتحام السينما المصرية بعد تلقّيه عروض عدة. وهو يقرأ اليوم أحد السناريوهات، لكنه يستدرك سريعاً: “لن أبدي أي موافقة قبل الاطلاع على تفاصيل العمل سواء بالنسبة إلى الموازنة المرصودة أو الاحترافية التي سينفّذ بها الفيلم، وإلاّ لست مضطراً إلى خوض مجال جديد عواقبه غير معروفة”.