لم يكن سراً ذلك الحزن الذي لمَع في عيني ماجدة الرومي طيلة ساعات الحفلة الخيرية التي أحيتها في دبي مساء أول من أمس. ففيما اعتلت صاحبة «ست الدنيا» خشبة مسرح الجامعة الأميركية في دبي، لتغني من أجل أطفال التوحد، كانت سماء بيروت ملبّدة بغيوم سوداء بعد نهار دام طويل، انتهى بحظر للتجوال في شوارع المدينة. لم تبتسم الرومي في الحفلة التي استمرت 3 ساعات، ولم تتمايل بخفر، كما اعتادت في حفلاتها السابقة. ارتدت فستاناً أسود، وغطت كتفيها بوشاح أسود، لتبقى من جديدة حاضرة في اللحظات الوطنية، تحتضن بصوتها أوجاع اللبنانيين. اكتفت الرومي بعدد قليل من أغنياتها العاطفية مثل “اعتزلت الغرام” و“كلمات”. ورددت في السهرة مجموعة من الأغاني الوطنية، وسط تفاعل الحضور الذي زاد عدده عن ألف شخص، وكانت غالبيته من الجالية اللبنانية المقيمة في الإمارات. وكلما تعالى صوت ماجدة، وهي تغني «بيروت ست الدنيا»، كانت القاعة تلتهب تصفيقاً. ثم راحت تشدو «سقط القناع» و“عم بحلمك يا حلم يا لبنان”. وبين الأغنية والأخرى، كانت تتوقف عن الغناء وتلقي كلمة قصيرة تعبر فيها عن ألمها بسبب الانقسام الحاصل في بلدها. كما دعت الله أن تحيي حفلة دبي المقبلة، وبلدها قد نعم بالأمن والاستقرار. وقد عبرت عن حزنها الشديد حين أخبرها أحد أعضاء فرقتها الموسيقية ان بيــــــــــــروت تشهد حظراً للتجوال.وأكدت المطربة للجمهور الذي تفاعل معها طيلة الحفلة أنها لا تقدم أغنيات وطنية لبيروت، بل تدعو وتصلي على المسرح من أجل لبنان. كما دعت الشعب اللبناني الى توحيد الصف ولمّ الشمل، واعتبار الوطن طائفتهم وانتماؤهم الأول. كما أعلنت في المؤتمر الصحافي الذي أقامته يوم الثلاثاء في الإمارة عن قلقها «بسبب ما يجري في لبنان... ولا ادري الى متى سوف يستمر الوضع يسير من سيء إلى أسوأ؟».
(الأخبار)