strong>رنا حايك
تستعدّ المخرجة اللبنانية ديما الحرّ لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول Everyday is a holiday (كل يوم فرصة). وفي إطار بحثها عن وجوه جديدة، تنظّم تجربة أداء على مدى يومين هذا الأسبوع في قاعة «ميتروبوليس» ــ مسرح المدينة. ديما التي اكتشفها الجمهور من خلال فيلمها القصير «أم علي ــ prêt-à-porter»، تبحث عن ممثلاتها بين نساء المدينة الراغبات في التمثيل، من دون أي قيود من حيث المعايير الجماليّة. تقول «يمكن أن تكون المرأة طويلة أو قصيرة، بدينة أو نحيلة. ما يهمّني هو التطابق مع شخصيات الفيلم».
تبدو واضحة حماسة ديما الحرّ لخوض تجربتها السينمائية الأولى في مجال الفيلم الطويل. هذه الفرصة تنتظرها منذ 10 سنوات، يوم أنهت دراساتها العليا من معهد شيكاغو السينمائي... لكنّها لم تتمكن من الشروع في تنفيذها، إلا بعدما غطّى تمويل «المركز االسينمائي الوطني» الفرنسي 35 في المئة من ميزانية الفيلم التي تبلغ مليون ومئتي ألف يورو. على أن تتابع المخرجة مساعيها مع المنتج الفرنسي (Cine-Sud) لتأمين ما ينقص من المبلغ من هيئات أخرى، كالتلفزيونات الفرنسية أو مؤسسات في بلجيكا وسويسرا.
«نفَسي طويل في السينما، لذلك أعتقد أن تنفيذ فيلم طويل يناسبني أكثر من تنفيذ الأفلام القصيرة. إلا أن هذا لا يلغي بعضاً من الخوف الذي أشعر به، لأن السيناريو الذي شاركني في كتابته ربيع مروة يتطلّب الكثير». هذا التعاون بين مــــــــــــــروة وديــــــــــــما ليس الأول. فقد سبق أن شاركها في كتابة فــــــيلميها القصيرين «الشارع» (1997) و«أم علي» (2002).
تتمحور فكرة Everyday is a holiday حول ثلاث نساء يكتشفن ذواتهن من خلال رحلة يقمن بها إلى سجن الرجال، وتقطعها حادثة يتعرضن لها ليجدن أنفسهن فجأة وحيدات في سهل البقاع. في هذا المكان النائي والحيادي، تحدث المكاشفة مع الذات. ويلعب الفراغ المحيط دور المرآة، ليكشف لكل واحدة منهن ما تختزنه من معارف ومتاع تخيّم عليها ثقافة الخطر الدائم وفكرة الموت.
يؤكّد ريمي بونوم، ممثل Cine-Sud، أن الفيلم يبتعد عن الحركة والمغامرة، ويقترب من تحليل النفس البشرية في ظل ظروف إجتماعية وسياسية محكومة بهاجس الحرب في لبنان. إنّه فيلم «عن حالة القلق الدائم الذي يعيشه اللبنانيون، فيظهر من خلال سلوكياتهم، وردود أفعالهم، وتصرفاتهم المسكونة كلها بالخوف الدائم من خطر محدق يتهدّدهم». تخيّم حالة القلق التي يتناولها الفيلم على الواقع اللبناني اليوم، أكثر من أي زمن مضى، فبتقاطع المضمون الفنّي مع المناخ العام المتحكّم بظروف انتاجه... إلا أنها ظروف لا تثني عزيمة العاملين في المشروع. إذ تؤكد ندى عضوم، مساعدة المخرجة، أن العمل والإنتاج يجب أن يستمرا رغم ظروف عدم الإستقرار التي باتت للأسف تشكّل القاعدة العامة في لبنان.

مطلوب، للمشاركة في الفيلم، نساء فوق الأربعين يهوين التمثيل. على الراغبات التوجّه إلى سينما «ميتروبوليس» ــ «مسرح المدينة» (الحمراء ــ بيروت)، يومي الجمعة والسبت 2 و3 شباط، بين الحادية عشرة صباحاً والخامسة بعد الظهر