يجتمع 500 عالم من دول مختلفة اليوم في باريس لتشخيص “القنبلة المناخية” المتمثلة بارتفاع حرارة الأرض. وسيعمل الخبراء بتفويض من منظمة الأمم المتحدة خلال أربعة أيام في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) ليصدروا في 2 شباط الفصل العلمي من تقريرها الرابع الذي سيكون بمثابة مرجع حقيقي للمعارف المناخية للسنوات الخمس المقبلة. وليس من المتوقع ان يتضمن هذا التقرير الجديد الذي يجري إعداده منذ سنتين “أي خبر سار”، بل سيحمل “تأكيداً لكل ما قيل منذ زمن طويل لكن مع مخاطر إضافية”، بحسب الخبير في الشؤون المناخية الفرنسي هيرفيه لو تروت.فذوبان الجليد البحري والتربات المجمّدة وتضاؤل الثلوج وتراجع جبال الجليد واتساع المحيطات الساخنة، ظواهر تأتي كلها نتيجة ارتفاع حرارة الأرض التي يمكن أيضاً من خلال “مفعول رجعي” ان تؤدي دوراً مسرّعاً لها.
ويخشى علماء المناخ أن تؤدي هذه الظواهر الى اتساع سخونة الجو من دون التمكن في الوقت الحاضر من “تحديد العتبة التي لا يجوز تخطيها”، كما أوضح إدوار بار من كوليج دو فرانس.
ولفت آخر تقرير لمجموعة الخبراء حول تطور المناخ إلى ان درجات الحرارة المتوسطة في العالم قد تزيد من 1.4 الى 5.8 درجات مئوية من الآن وحتى نهاية القرن قياساً بعام 1990.
وقد ارتفعت حرارة الكوكب 0.8 درجة مئوية خلال قرن، نصفها خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. “وباستثناء 1996، فإن السنوات كلها منذ عام 1995 تميزت بارتفاع الحرارة أكثر من أي سنة أخرى منذ أكثر من 140 سنة”، كما لفت الخبير المناخي الفرنسي جان جوزيل.
لا يمكن تفسير سرعة سخونة المناخ الملاحظة في العقود الأخيرة سوى بالتغيّر الطبيعي للمناخ. على رغم ان قسماً كبيراً من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يعود الى النشاطات البشرية.
(أ ف ب)