رامح حمية
جلس حسين طه مع رفاقه في سهرة شتائية في قريته البعلبكية يشاهدون التلفاز، ويلعبون الورق في حضور النراجيل، ولكن ما نغّص سهرتهم هو موعد التقنين الكهربائي الذي لا يلبي متطلبات السهرة. لكن حسين بدا متربصاً بفكرة “جهنمية” تضمن له ولأصدقائه سهرة جميلة ولا تنقطع عنهم الكهرباء.
فقد طلـــــــب من أحد أصدقائه، أن يشغل الراديو على إحدى المحطات التي تبث تلاوة آيات قرآنيـــــــــــــــــة، ليتولى هو رفع سماعة الهاتف ويتــــــــــــصل بمحطة الكهرباء المسؤولة عن توزيع التيار في البقاع.
تكلم حسين بصوت حزين مرتجف مع المسؤول في المحطة، وطلب منه السماح هذه الليلة فقط واستثنائياً بإعادة التيار الكهربائي إلى قرى غربي بعلبك، وعندما سأله الموظف عن السبب أجابه حسين: “توفي والدي بعد الظهر ويعملون على غسيله وتكفينه في هذه اللحظات، وخاصة أنه لا يوجد لدينا مولد للكهرباء، وأن وفود المعزين تتقاطر إلى منزلنا”!. فتصرف الموظف المسؤول بإنسانية وقطع التيار عن بعض القرى لتنعم قرى أخرى به.
هكذا تمكن حسين من إكمال لعبة «الليخة» مع أصدقائه ومتابعة البرامج التلفزيونية.