صباح أيوب
على رغم «نزولها» إلى أرض الحدث، لم تستطع وسائل الإعلام الغربية أمس أن تقدم صورة مستقلّة عمّا ترغب أنظمتها السياسية في رؤيته، أو نقله على الأقل إلى مشاهديها. كان هناك خط واحد يربط بين أبرز المقالات والتقارير التي تناولتها الصحف والشاشات الأجنبية: الاعتصام الذي نفّذته قوى المعارضة اللبنانية هو «تحرّك للقوى الموالية لسوريا والحليفة لإيران». ومهّدت الصحف الأميركية للحدث بتخصيص مقالات تحليلية لقرار الاعتصام. لكنها لم تذكر وجود قوى للمعارضة في لبنان. وركّزت فقط على حزب الله الذي «ينظّم اعتصاماً لشلّ بيروت» كما عنونت صحيفة «نيويورك تايمز». وحذّرت الصحيفة من خطر «خروج المعتصمين عن السيطرة» والوقوع في «حرب أهلية ومواجهات عنيفة». أما «لوس أنجلس تايمز» فتميّزت بمقال عن «قوى الأمن» في لبنان، وأوردت معلومات خاصة عن ضمّ حوالى 11 ألف عنصر سني ومسيحي الى قوى الأمن الداخلي، وتسليحها بآليات وذخائر مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة. وواكبت صحيفتا «ليبراسيون» و«لو فيغارو» الفرنسيتان الحدث عبر تعديل آني لصفحاتها الإلكترونية منذ وصول الحشود الى العاصمة، وأرفقت مقالاتها بصور آنية من ساحة الحدث. وكانت «نبرة» تحليلاتها أقلّ حدّة من الصحف الأميركية. لم تختلف الشاشات الغربية عن أجواء صحفها. وعلى رغم تزامن الاعتصام مع حدثين عالميين مثل «اليوم العالمي للإيدز» و“انطلاق دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة” خصصت «سي.إن.إن» و«بي.بي.سي.» و«اورو نيوز» مساحة كبيرة من هوائها لتغطية الاعتصام مباشرة من بيروت. والثابت كان توصيف الحدث بـ«تحرك لموالين لسوريا وإيران»، ما عدا محطة «أورو نيوز» التي عنونت فقرتها «الصامتة» المباشرة بـ«اعتصام المعارضة اللبنانية». كما أرفقت «سي.أن .أن» ترجمة فورية لخطاب النائب ميشال عون. وحددت القناة سريعاً عدد المتظاهرين بـ200 ألف، فيما سارعت المذيعة هلا غوراني إلى إقامة مقارنة بين «تظاهرة الـ200 ألف» و“تظاهرة المليون” التي أقامها 14 آذار عام 2005.