القاهرة - محمد شعير
نادين غورديمر في القاهرة لكنّها لن تلتقي نجيب محفوظ هذه المرة. الأديبة الافريقية التي التقت عميد الرواية العربية قبيل رحيله، على هامش الدورة السابعة والثلاثين لمعرض «القاهرة الدولي للكتاب»، وصفته وقتها بأنّه من «أعظم المواهب الروائية في العالم».
تعود غورديمر اليوم الى مصر، محاضرةً عن صاحب «الثلاثية». تندرج زيارتها في اطار الاحتفال السنوي الذي درجت عليه الجامعة الاميركية في ذكرى ميلاد محفوظ. وصاحبة نوبل التي تتحدث عن «الشهادة الداخلية» في أدب زميلها الراحل، كتبت مقدمة الترجمة الإنكليزية لكتابه “أحلام فترة النقاهة”. وخصصت فصلاً كاملاً من كتابها “الكتابة والكينونة” لتحليل قصة محفوظ الشهيرة “زعبلاوي”.
وتُختتم الاحتفالية التي تستمر حتى الحادي عشر من الشهر الحالي، بالاعلان عن الفائز بالجائزة التي تحمل اسم الروائي الراحل، وتبلغ قيمتها ألف دولار أميركي. وتتداول التكهّنات هذا العام اسم الكاتبة اللبنانية علوية صبح، إذ يبدو أن روايتها “دنيا” هي الأوفر حظاً بالجائزة التي من شأنها ان تفتح لها باب الترجمة إلى الإنكليزية. ويعتبر بعض المثقفين المصريين أن الجائزة تستند غالباً الى خلفية سياسية، ما قد يؤكد التكهنات المتداولة في الكواليس. بمعنى آخر، هناك ميل الى اختيار لبناني لجائزة تمنحها جامعة أميركية، بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان. وأياً كان من أمر فإن ذلك لا يقلل من القيمة الأدبية لرواية علويّة صبح.
وتضم لجنة التحكيم هذا العام أستاذ الآداب والفلسفة في جامعة القاهرة عبد المنعم تليمه، والدكتورة هدى وصفي والناقد إبراهيم فتحي، والناقدة سامية محرز (من مصر)، إضافة الى الناقد الأردني فخري صالح، ومارك لينز مدير النشر في الجامعة الأميركية.
وتُعتبر جائزة الجامعة الأميركية أكثر الجوائز إثارة للجدل فى الوسط الثقافي المصري منذ تأسيسها عام 1996. إذ لا تكاد تمر دورة حتى يعود المقاش حولها. ويرى بعضهم فيها “محاولة لربط المثقفين العرب بالثقافة الأميركية”. أما عميد الرواية العربية فكان يعتبر أن الجامعة الأميركية في القاهرة مؤسسة تعليمية ثقافية فقط، لا شأن لها بالولايات المتحدة الأميركية.
وقد سبق أن فاز بالجائزة عدد كبير من ادباء مصر ولبنان وفلسطين والمغرب والجزائر. نذكر بينهم: إبراهيم عبد المجيد وادوار الخراط ومريد البرغوثي ويوسف ادريس ويحى حقي ولطيفة الزيات وهدى بركات وأحلام مستغانمي.
كما يقام ضمن الاحتفالية معرض وثائقي في مكتبة “الكتب النادرة”، تحت عنوان “ابن الزقاق نجيب محفوظ: 1911 ـ 2006”. ثم يلي المعرض مهرجان لأفلام محفوظ يستمر ثلاثة أيام، ومن الافلام التي ستُعرض: “ثرثرة فوق النيل” و“زقاق المدق” و“اللص والكلاب” و“بداية ونهاية”.
تجدر الاشارة الى رواية “أولاد حارتنا” أشهر روايات نجيب محفوظ، صدرت الأسبوع الماضي في القاهرة عن “دار الشروق”، بعد منع قارب نصف قرن. والرواية تضمنها أحد المجلدات العشرة التي جمع فيها الناشر، الأعمال الكاملة لصاحب نوبل المصري. وكانت الشروق ترددت طويلاً في نشر الرواية قبل رحيل محفوظ الذي اشترط الحصول على موافقة الأزهر، وطلب أن تتصدرها مقدمة بقلم المفكر الإسلامي أحمد كمال أبو المجد. ومع رحيله في آب (أغسطس) الماضي، تردد أن ابنتيه رفضتا نشر الرواية احتراماً لرغبة والدهما. ورغم صدور الرواية ضمن الأعمال الكاملة، ما زال يُعتبر نشرها منقوصاً. إذ أنّ “دار الشروق” لم تطبع حتى الآن الرواية منفصلةً. كما أنّ السعر الذي حددته الدار للأعمال الكاملة (حوالي 250 دولاراً أميركياً) يفوق قدرة كثير من القراء المصريين على شرائها... ومن هنا اعتبر بعضهم أنّ صدور الرواية كان مثل عدم صدورها!